الاثنين، 20 أكتوبر 2014

مصر ...بلد الشهادات

عندما كنت طالبة  الجامعه ..التحقت  بالمعهد البريطانى للحصول على دورات للمحادثة فى اللغة الانجليزيه ...فى أحدى هذه الدورات قام بالتدريس لنا  شخص بريطانى ..أذكره جيدا ..أسمه " أدريان " وهو الوحيد الذى حدث بينه  وبين المجموعة  نوع من الالفه والصداقة ...كان متزوجا ولديه عدة اطفال ...وقد دعانا جميعا لتناول الشاى فى بيته يوم الجمعه ..وبالفعل التقت المجموعه وذهبنا اليه ...والأثناء الحديث معه هو وزوجته عرفنا أنه يقوم بمساعدتها بتدريس الاطفال  فى البيت وانهم  لا يذهبون الى المدرسة ...ويتلقون الدروس فى البيت ..عن طريق الام والاب ثم يذهبون فقط للامتحان ...أتذكر هذه القصه وتمر بذهنى كلما قرأت عن حادث فى مدارسنا التى باتت من الأماكن  التى تشكل خطورة  على سلامة أطفالنا ...فلا منقذ ولا مسعف ولا طبيب ولا ادارة تحسن التصرف عندما يتعرض أى طفل لحادث ما ...فهذا وقع على رأسه لوح زجاجى والآخر وقعت عليه بوابه المدرسة ...أى عقل وأى منطق ...يقول أن مثل هذه الحوادث عارضه ...أو موت خطأ .....ولماذا لا نتحرك الا بعد كل مصيبة أو كارثه ...ماذنب هؤلاء الاطفال وماجريرة الآباء بفقدهم ؟؟؟ كلها أسئله لا نجد لها اجابات فى مجتمع ..أصبح التعليم فيه أحد المخاطر  مثل البراكين والسيول وغيرها من كوارث الطبيعة ...وربما كارثه تعليمنا لا تقتصر  فقط على الأرواح ولكن ايضا على العقول ...وكلنا نعرف هذه الحقيقة المؤسفة ونتغاضى عنها ..ونتبادل النكات على حال التعليم وأحوال المدارس المصرية ..
لقد تحول التعليم الى سلعه تباع فى المراكز  الخاصة " سناتر الدروس الخصوصيه " ويتم الأعلان عنها و نسمع  تارة عن المدرس الر اقص واخرى  عن مدرس  تصاحبه فرقه موسيقيه ...وكل هذا يمر تحت أعين المسؤولين والاهالى ولا أحد يحرك ساكنا ...فكل ما يشغل بالنا هو الشهادة فقط ...حتى لو راح ضحيتها أغلى ما عندنا ...
تمر هذه  الحوادث و نتعاطف معها وربما  نبكى ولكن لا نعرف هل تتم متابعة مثل هذه القضايا ...هل تتم محاسبة المسؤولين ...كل هذا ونحن فى بدايه العام الدراسى ومن المفترض أن تكون المدارس جاهزة لاستقبال الاطفال ....بعمل الاصلاحات اللازمة ..وتجهيز المرافق ..
فى اليابان نسمع عن انتحار ...وزراء لأن حادث ما وقع اثناء توليهم الوزارة ....لاحساسهم بالمسؤوليه ...اما فى مصر فنحن غالبا لا نعرف على من تقع المسؤوليه وربما نتساءل لماذا مر الطفل من أمام البوابه ؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق