الأحد، 22 يونيو 2014

ليلة باتت فيها مشاعرى امازيغيه ...

مشاعرنا بعيدا عن المنطق ..خيوط متشابكة بعيدة كل البعد عن فكرة الحل ...مشاعرنا مساحات حرة لا تقبل المنع او الرقابه ...بامكانك ان تقع فى حب اى شىء اواى شخص دون ان تطلب منه الاذن او السماح ...ان تفصح عن هذا الحب او تخفيه . ان تشعر بالارتباك ان تبتسم لسيرته  ..ان تشغل بالك بالتفكير ...ان ترتاد كيانه فى احلامك ,,,.وبالمقابل لا يستطيع ... ان يمنع هذا المشاعر او يوقفها ...او حتى يرفضها ...كل المتاح لديه هو الا يبادلك نفس المشاعر ...الحب قدر لا يفيد معه الحذر او الفرار ...
هذه مقدمة توضح ان بعض المشاعر لا ترتبط بالمنطق والتفكير ...
من يقعون فى غرام اللغة العربيه يعرفون معانى الكلمات ...يتذوقون سحر الحروف ..يستمتعون بموسيقى الشعر والنثر .يميلون الى كل ماهو عربى ...لذا كانوا من مشجعى الجزائر الليله السابقة ...
غالبا اتساءل عن مشجعى انجلترا وامريكا ..وايطاليا وفرنسا واسبانيا ...لاحظت امرا  اثارنى واود ان  انقله دون اى تأكيد لصحة ملاحظتى ..الا وهى ان العرب يشجعون الدول التى احتلتهم سابقا ...فتجد الليبيون مثلا يشجعون ايطاليا باغلبيه متناسون انهم قتله عمر المختار ..يغضبون   لخروج اسبانيا يتجاهلون  الموريسيكيون ....والمصريون ايضا كانوا حزانى لخروج انجلترا ...رغم ان بريطانيا وصفت لاعبيها بالاغبياء ...والبعض يلقى باللوم على من فرحوا لفوز الجزائر ...والسؤال ماذا نفعل  ..اذا كان هوانا عربى ..افريقي يرثى لكونتا كنتى ويتابع احفادهولديه بقايا من قومية عربيه

اغمضت عينيها ...فرأت نفسها فى احد المساجد القديمة ..تتعلق بستار حديدى  تهمس وتتمم بدعوات غير مفهومة ....يتراقص امامها  دخان بخور خانق ..تتزاحم الصور والنساء فى خفوت يصدر ضجيج  همسهن ...تلك الصورة التى تراودها كلما خلت الى نفسها ..كلما اسدلت جفنيها ...رغم انها لم يسبق لها ذلك ابدا
الحب والكراهية ..كلاهما يشغلان حيزا مظللا فى ارواحنا ...يصعب علينا  ان نتخطى اى منهما ..
  الكراهية ...ربما  ينتهى عمرها بالموت ...تاركة وراءها  بعض الندوب ..
  بينما يرقد بجوارها  مسجى على فراشه ...تنظر اليه   ..الى اشياءه التى ترقد  بجواره ...  علبه سجائره  ..سحبتها ...اشعلت احداها وامسكتها ..تنفث  روح الكراهية ..تشعلها لعلها تحترق وتتحول الى رماد  ,,لديها رغبة قويه ان تمسك القلم وتدون مشاعرها ربما تستطيع ان تصف ماعجزت دائما على  كتابته  او نقله ...
لماذا يكتب الناس عن مشاعر الحب  ...عن  الحنين ... الاشواق ... الرغبة ...يبدعون دائما فى تصوير   كل ما يفتقدونه ...ولكننا لا نستطيع ان نعبر عن مشاعرنا  السلبية حتى  لو حاولنا ...تكون النتائج غير مرضيه

الأربعاء، 18 يونيو 2014

سر النكهة ...

من اكثر المقولات التى اكرهها رغم انها من الحقائق تقريبا ..." اقرب طريق الى قلب جوزك معدته " ...ورغم اننى لن اجادل كثيرا حولها فعالم الرجال القادمون من المريخ ...عليه الكثير من علامات الاستفهام ...
تقول احداهن ..عندما اشعر بالملل او التوتر الشديد فقدماى تأخذنى الى المطبخ فورا ...وهناك العديد من الدراسات عن احساس الارتياح لدى النساءوازاله التوتر عند القيام بالعجن واللت ...
والمطبخ عالم مثير ..يقال عنه احيانا مملكة المرأة وتارة اخرى شر لابد منه ...والطبخ احدى المهارات التى تتبارى فيها النساء ويتقنها الرجال ..حتى اصبح لقمة عيش سائغه للكثير منهم فى البرامج والفنادق والمحلات ...
وجودة الطبخ وسيله  للحصول على عبارات المدح والثناء خاصه فى العزومات ...ووسيله ايضا لاثارة الغيرة لدى بعضهن ..فالعديد من النسوة لا يرحبن بمدح ازواجهن لطعام غيرهن ..
.المذاق والنفس ...سر من اسرار الطبخ لا احد يعرف كنه القصه ..فقد تكون المقادير والطريقه واحدة الا ان النتيجة مختلفه ...كما ان بعض الوصفات عند بعض النساء اسرار وشئون داخليه تحاط بالسريه التامة فلا تنقلها الى غيرها واذا نقلتها تحت الالحاح فمن المؤكد ان هناك عنصر ناقص فى الوصفه ..
.الطبخ علاقه ابدية بين الام وابناءها ...فنحن جميعا لا ننسى مذاق الطعام الذى تعده امهاتنا ..وتبقى رائحته ومذاقه جزء من ذاكراتنا اينما ذهبنا ...علاقه حب تثير غيرة بعض الزوجات ايضا ...والان اقوم الى العجينة لاعرف ماذا فعلت بها الخميرة ..


الأربعاء، 4 يونيو 2014

مشاعر امرأة مطلقه

حلال ..احله الله وقرار جرمه المجتمع ...رغم ان  الطلاق فى حالات كثيرة يكون هو الحل المثالى ..فى بلادنا العربيه يحتاج الطلاق  الى انثى قويه  تستطيع ان تتخطى ازمتها الشخصيه وازمة المجتمع الذى يلقى اللوم دائما على المرأة ويبدأ فى حصارها
حتى انه فى بعض الدول يوفرون اماكن اقامه  فى مناطق  متطرفة نوعا ما  للمطلقات والارامل ...عن مشاعر امرأة مطلقه كان هذا التقرير من تجارب  البعض  ...
*****م .ح ...امرأة جميله ...تقدم اليها الخطاب والراغبين فى سن مبكرة ...تمت خطبتها اثناء دراستها الجامعيه الى شاب ناجح ومتفوق ...تزوجت بمجرد الانتهاء من الدراسه وسافرا معا الى احدى الدول الخليجيه وعملا  هناك ...انجبت 4 بنات وكان الولد هو رقم 5 بين اخوته ...سارت الحياة بشكل طبيعى مرهق مابين العمل وتربيه الاولاد حتى وصلت اولى البنات الى سن الجلمعه فقرروا  العودة ..الى مصر وافتتاح مشروع كبير يدر عليهم دخلا مقبولا ...خاصه بعدما ورثت الزوجة مبلغا كبيرا بعد وفاة والدها ..بمجرد العودة بدأت  العلاقة تشهد تغيرا ملحوظا ..وبدأ الزوج فى الدخول فى علاقات نسائيه متعددة ..وانتهى به   الامر   بالزواج باخرى ...حاولت الزوجة  الاستمرار ...رغم كل الضيق من اجل خمسه ابناء ..الا انه بدأ يتحايل للاستيلاء على اموال الزوجة والدخول فى مشاكل مادية  فكان الطلاق هو الحل ...تقول الزوجة " الصدمة فى زوجى كانت امرا مرهقا بالنسبه لى نفسيا وعصبيا ..ولم يكن امامى الا ان  استعيد توازنى وبسرعه  لاستطيع تربيه اولادى ...الا ان الامر لم  يتوقف عن هذا الحد فمن المثير للسخريه ان الناس من حولى  سواء كانوا اخوة او اقارب او اصدقاء بدلا من الوقوف بجوار امراة مطلقه ومعيله ...على العكس يشكلون عبئا اكبر عليها ..امر يشبه اللوم و الخوف واحيانا تضييق الخناق ...الناس وكلام الناس ....و كأن المرأة المطلقه قطة اصابها الجرب باتوا يخافون منها ...وزوجى السابق لا يتركنى فى حالى بحجة اولادنا ..حتى انهم جميعا شكلوا جبهة ضغط اضطرتنى ان ابيع مشروعى وشقتى وارحل باولادى الى محافظه اخرى اعيش فيها بعيدا  ...نعم نوع من الهروب قررته والسبب اسألوا عنه الناس والمجتمع..اما عن مشاعرى الخاصه من ناحيه الطلاق لا اخفيك انى كنت اكره كم المشاعر السلبيه التى كنت اعيشها عصبيه وكراهية وقلق وفترات بكاء طويله الامر لم يكن سهلا خاصه ان من حولك يجعلونه اكثر صعوبه ومرارة
*****ف .س ....مطلقه ..نعم مطلقه ومنفصله منذ اعوام طويله مضت ولا احمل اى عيب ولا تنقصنى يد او قدم ..ناجحة فى عملى لا التفت الى اى همس او نظرات فالامر مضى وانتهى ..وعشت اغلب حياتى وحدى انا وابنتى ... الطلاق جعلنى منتهى الصلابه ولا احاول ان اظهر ضعفى ابدا لان الضعف يجعل منى غزال تنقض عليه الحيوانات ...ربما يكون هذا احد الجوانب السلبيه ان  مشاعرى لبست  قناع  حديد ...عندما اتخذت قرار الطلاق كانت ابنتى طفله صغيرة لم تدخل المدرسه بعد والان هى شابه وتخرجت من الجامعه وهى كل شىء فى حياتى ...والتعويض الحقيقى عما اصابنى ...بالطبع مشاعرى مرت بمراحل مختلفه فى البدايه كنت اشعر اننى مازلت صغيرة وان هناك العديد من الفرص امامى ...الا انها غالبا كانت فرص مبتورة ...لا اخفى اننى كان تراودنى مشاعر غيرة شديدة وكنت اريد ان اتزوج شخصا افضل من طليقى ولم يحدث ... بقى هذا السبب هو الحاجز ...كما ان الطلاق كان جرس الانذار الذى جعلنى اتمسك بعملى واعطيه الاولويه الاولى فى حياتى ...وبالطبع ابنتى ومن اجلها ....بعد الطلاق زاد وزنى بشكل مبالغ فيه ولم اكن اعرف طريق للسيطرة عليه ...الا اننى ومع اول تعليق على هذا الامر ...انتبهت الى حالى ودخلت فترة كنت اسميها هوس التجميل ..والنحافه وكنت انفق الكثير على مظهرى ..والسفر والرحلات ...الا اننى فجأة انتبهت الى نفسى وجلست معها وحاسبتها طويلا وقررت ان اعيش دون ان التفت الا الى مستقبلى العملى  ومستقبل ابنتى  الدراسى وتركت هاجس الزواج مرة اخرى وقررت ان اعيش حياتى انا وابنتى كأسرة لا ينقصها اى شىء وتوقفت عن السب اليومى لوالد ابنتى الذى لا يسأل عنها وعدت ابكى لكن وحدى دون ان يرانى او يحس بى احد
****ر.م عشت سنوات طويله من عمرى احمل لقب عانس ...ولكننى لم انسى يوما ان حلم الزواج ..كان يرافقنى دائما كنت اعمل ليل ..نهار ولكننى ابكى وحدى كل ليله اتمنى ان يكون لى زوج واطفال ...كنت ناجحة فى عملى ومشروعى الخاص ...لدى من المال مايكفينى واساعد اخوتى وابناءهم ...اشتريت شقه خاصه بى ولكن لم اسكن بها وكنت اعيش مع امى واشتريت سيارة ...وبقيت انتظر ..كلما اعجبنى شىء اشتريه واضعه فى شقتى الخاصة ...وطال انتظارى حتى اصبح عمرى 40 سنة ...لم ادقق كثيرا ولم افكر عندما قابلت زوجى ..احببته بكل حرمان الاعوام التى مضت من عمرى ...كنت اقول مافائدة المال اذا لم اشترى به سعادتى ..تزوجنا سريعا فى شقتى طبعا ...واعطيته مقتاح السيارة ..واصبحت امرأة عامله واعول هذا الرجل الذى بقى فى البيت دون عمل ...انفق عليه وعلى والدته...كل من حولى كان يحذرنى منه وانه شخص مدمن سوف يقضى على الاخضر واليابس ..وكنت اتجاهل كل هذه التحذيرات ...لا اعرف ان كان هذا حب او رغبة فى التمسك برجل ...فى وقت قصير اكتشفت اننى لا اشعر بالراحة اعمل ليل نهار ..لاسد مطالب زوجى واهله ...ولا انال الا التطاول ..اكتشفت انه ينفق مالى على اخريات ويهددنى كل لحظة بالطلاق ...حتى كان ...لم استطع بعدها التوازن وفقدت الكثير من وزنى ولجئت الى الاطباء وكنت اشعر بالاجهاد المستمر واننى لا استطيع متابعه مشروعى فزادت خسائرى ...ولكن بعد فترة حدث ان ذهبت الى طبيب فقال لى انت لست مريضه افيقى واعملى ...علاجك هو روشته نجاحك ونجاح مشروعك استعوضى الله ....هدأت وعدت الى عملى ولكننى دائما اشعر بالحزن وغصه فى حلقى واخاف من مطاردة زوجى لى لاننى كنت الدجاجة التى تبيض الذهب ..كل ما اخشاه ان اضعف مرة اخرى واعود ...الطلاق مر ولكن الحياة شديدة التعقيد ولابد ان نتحمل بعض الخيوط ذات عقد
وبعد التفكير فى نهايه مناسبه للموضوع لم اجد افضل من هذه الكلمات لاحداهن ...فى اخر لحظات لى فى بيت الزوجية ...نظرت الى نفسى فى المرآة وحسمت امرى وخرجت ..وصفعت الباب خلفى جلست فى سيارتى ساعات ...افكر واخيرا قررت انها حياتى ولن اوافق ان اعيش حياة الاخرين ...ولوهلة تزاحم كل الكلام فى رأسى قبل ان اعود الى بيت اهلى ولكننى اثرت الصمت والى الابد وان اغلق هذا الموضوع وان يكون الصكت اجابتى الوحيدة والصامدة للابد 

الأحد، 1 يونيو 2014

تذكرتى رايح جاى ج 2

علياء العزازى ..
سافرت مع زوجى الى انجلترا واستراليا وبقينا هناك حوالى خمس سنوات ...بالنسبه لى لا اشعر بالغربه فى اى بلد اسافر اليها او اقيم بها ...لدى قناعه خاصه ان جميع البشر متشابهون بدرجة كبيرة ..استطيع التعايش مع اى مجتمع غريب ...على عكس البعض ا احيانا يراودنى الحنين الى مسكنى فى انجلتر والى الشارع الذى عشت به فى استراليا ...كنت احاول دائما التألف مع الناس هناك ولم اجد اى صعوبه فى ذلك ...
فكرة الاستقرار فى هذه الدول كانت واردة بقوة لدينا زوجى وانا ...الا انه بعد الاختلاط مع عدد من الاسر العربيه هناك لمست ان المشكله التى تواجههم هى تربيه الاولاد فى هذه المجتمعات فى فترة الشباب تحديدا ..كل ما كان يشغلنى هو مستقبل اولادى هويتهم ..اتقانهم للغة العربيه ...امور منتهى الاهميه بالنسبه لى ...كانوا اطفالى صغارا ...وكنت افكر انه ربما يأتى وقت يلومننى فيه ..باتخاذ هكذا قرار ..خاصه اننى ادرك تماما ان اى شخص يستقر فى هذه البلاد يفقد جزء من هويته وغالبا يكون لديه احساس انه غير سعيد ..
قمت باستشارة الاصدقاء وعمل استخارة فكان قرار العودة امر حتمى ..وكانت السعوديه هى محطة الوصول واجمل فترة فى حياتى قضيتها هناك ...السعوديه بالنسبه لى مجتمع دنيا ودين وهناك تحديدا لم اكن ارغب بالعودة لاننى وعلى عكس كل مايقال عشت حياتى ومارست كل الانشطة ونهلت من العلم الشرعى فى دور القرآن المنتشرة بها  ...المفارقه ان السعوديه كانت تتميز بالابهة والفخامه على عكس اغلب البيوت التى دخلتها فى انجلترا كانت منتهى البساطة ولكن النظافه عامل مشترك ...
احد المبادىء التى اقتنع بها تماما هو ان الاسرة وحدة واحدة ...ويجب ان تستمر بهذا الشكل وان نحافظ على عدم تشتت افرادها لذا عندما جاء سن الجامعه بالنسبه لاولادى ...اتخذنا مجددا قرار العودة الى مصر ...لا توجد لدى اى مشاعر ندم مطلقا ربما مشاعر تمنى ان ارى مصر بلد متحضر وراقى ...وهذه امور لا علاقه لها بالدخل المادى ابدا ...قابلت عدد كبير ومختلف من الجنسيات عندما يسافر الى مجتمع اخر اوبلد اجنبى يتخذ بكل بساطة قرار الاستقرار الا المصرى يؤرقه دائما هاجس العودة ...ربما يكون النيل هو السبب كما يقولون
د لمياء فياله :
سافرت الى امريكا بهدف الدراسه انا وزوجى د مصطفى الا انه كان من الضرورى ان نعمل هناك لان مصاريف مدرسة الاولاد كانت تستهلك راتبى كله ونصف راتب زوجى بقينا هناك حوالى سنتين ...والاجابة على سؤال .. اكثر مالفت نظرى هناك ...فمن المؤكد انهما النظام والنظافه ابسط الامور ..ان كل المبانى هناك ذات  طلاءخارجى  جديد لان المالك يدفع ضرائب عقاريه ومن حقه خصم جزء من هذه الضرائب للطلاء والسباكة وزراعه حديقه حول المبنى ...
يقولون عادة الشعب الامريكى نظيف فاقول ..لا النظام هو من يجبرهم على احترام النظافه ولو حدث وغابت  عاملة النظافه عن احد المحال مثلا ستجد حماما منتهى القذارة ايضا
الامر الثانى الذى لفت نظرى بشدة هو المرور فقواعد المرور فى امريكا صارمة والمخالفات هناك قاتله ...لان ببساطة كل شىء واضح حتى الحارات  لفت نظرى وجود   حارة مخصصه للسيارات التى يركبها عدد من الافراد ولا يجرؤ شخص يقود سيارته بمفرده  ان يقترب من هذه الحارة ...والشرطه هناك تنتشر بشكل كبير فى اى خطأ مرورى تأتى اليك سيارة الشرطة فورا وينزل منها شرطيين للتفاهم ومخالفه قائد السيارة الذى من المؤكد انه  مؤمنا على سيارته ويدفع قسطا شهريا لشركة التامين وتزيد قيمه القسط فى حال وجود مخالفات مروريه ...
حتى نظافه الشارع تجد شاشه بموعد وتاريخ تنظيف اى جانب فى الشارع حتى لا تستطيع اى سيارة ان تركن فى هذا الجانب فى الموعد المحدد لنظافته تبقى ملحوظه انه اثناء الوقوف فى اشارات المرور لا تجد فى امريكا اى شخص يحاول ان ينظر الى داخل اى سيارة بجانبه فلا احد يقحم نفسه فيما لا يخصه او يعنيه
الرش باللون الاسود منتشر على مبانى كثيرة هناك ليس فقط فى مصر ..بجانب انتشار الحدائق والمتنزهات المجهزة بحمامات السباحة وملاعب كرة السله التى تشكل هوس امريكى وحارات خاصه لسير العجل واصحاب بعض الهوايات مثل البوورد والرولرز ..
لاحظت هناك ان بعض الامريكان يخصصون جزء من راتبهم الشهرى او السنوى لليانصيب او القمار ...
فكرة البقاء فى امريكا لم تكن واردة لدينا ...فى امريكا توجد عنصريه مستترة لا يستطيع اى شخص ان يتفوه بكلمة تخص الدين او اللون او الجنس الا ان العنصريه ملموسه بشكل او باخر ...حتى حوادث الاغتصاب وضرب النساء يتحاكون عنها هناك ...
.... عندما جاء عرض مغرى لد مصطفى يمكننا من البقاء هناك اول ماخطر على بالنا هو الاولاد ..فلم نكن نتمنى لابناءنا ان يكونوا مسلمين متأمركين كما سمعنا من بعض الناس ...تربيه اولادنا فى مجتمع مسلم امر لم نختلف عليه زوجى وانا واضف الى هذا مشاعر الحنين والوحشه الى مصر ...حتى اننى اتذكر  ان شركة مصر للطيران كان تضع اغنيه فيروز "شط اسكندريه " وعندما سمعناها بكينا وكانت فرحتنا كبيرة بالعودة الى مصر ...ونحن محملين بعدد كبير من الحقائب الممتلئة بالعاب الاولاد وادوات المطبخ الرائعه التى جلبتها معى من هناك والحمدلله استطعنا شحن عدد كبير من الكتب والمراجع بريديا ...ومن امريكا الى مصر الى محطتنا التاليه فى السعودية حيث لا غربه ولا اغتراب
د غادة شاور :
غربه ..13 سنة خارج مصر من الطبيعى ان تكون الكلمة تلقائية غربه ..برغم ان مصر لا تغيب عن قلبى او فكرى طوال الوقت ..اعيش فى انجلترا ومنطقيا ارتاح لمعطيات الحياة هنا من ناحيه النظام ..فى انجلترا انجبت اولادى وامتدت دائرة اصدقائى واصبح لدى خبرة فى طريقه التعامل مه الناس الا اننى ورغم كل هذه المدة عندما يجىء ذكر الاقامه اجدنى تلقائيا اشعر بالغربة ويأخذنى الحنين طويلا لو جاءت سيرة مصر ...واضحك اذا سألنى اى شخص هل احب انجلترا اكثر ام مصر لا يعرفون ان مصر قطعه من القلب واننى اعيش هنا فقط بعقلى وانما قلبى فيسكن مصر
اما عن السؤال هل افضل البقاء هنا ام العودة
 . عندما تعيشين السنين خارج مصر خاصه و قد تألمتى من المعطيات اليوميه اللحياه المصريه. من صعوبه المواصلات و المحسوبيه و أولاد الأساتذة فى الكليه و حجز الدرجات و الوظائف و ما شابه. و قذاره الشوارع وارتباك  المرور و انعدام منظومه الحياه . عندما تبتعدين تشعرين ابتداء براحة انك ابتعد توا عن كل هذا  ثم تشعرين بألراحه النفسيه ان الحياه كلها اقداروخطوات  كتبت علينا من مبتدأها الى منتهاها
انجلترا ليست   الجنه فلكل قاعده استثناء و فى الآخر هنا و هناك. كلنا بشر. لنا عيوبنا و اافاتنا و لكن هنا النظام  وا لقانون.    المجتمع المصرى لا  يحتاج  الى ثورات و لا انقلابات و لا حلول سطحيه. إنما يحتاج الى باحث و سنوات من البحث العلمى لمعرفه مشاكل المجتمع و الأفراد و الأخلاق و افتقاد منظومة  الحياه و تشريحها و وضع المناهج للتعامل معها. ...اعرف اننى لم اجب عن السؤال المقصود ولكننى احب مصر من خلالكم ومن خلال مناقشاتى معكم .

عندما تتحدث مع اى مصرى عن مصر ...تجد الامر مختلف جدا يمكنه ان يسترسل ساعات طويله فى الحديث او الكتابه يشتكى كثيرا يلعن الاوضاع والمشاكل يطلق النكات وربما يبكى ويعدو بصلاح الحال ...كنت اقرأ دائما ان تعريف مصر فى علم الاجتماع انها امة وليست شعب واحد لاننا فعلا شعب مختلف برغم العيوب والانتقادات التى نوجهها الى انفسنا ...فمصر حاله من الاحساس يشبه ساعه المغرب لدينا عندما تنظر الى السماء فتجدها اتخذت لونا غريبا مابين الازرق والاسود والبرتقالى والسماوى ...ثم تتحرك الستارة ونسمع صوت معلقه الشاى وهى تدور فى الكوب لتعلن ان الدنيا طرواة وربما تناجيك نجاة او عبد الوهاب او الشيخ عبد الباسط ويبدأ الشباب فى التجمع فى اماكنهم التى اعتادوا عليها يوميا ...

تذكرتى ..رايح جاى


زى ماهى حبها بحلوها ومرها بص لحبيبتك حسها وزى ماهى حبها لا هاتاخد ايه ولا كم وليه ده العشق لو من قلبى طالع العمر حتى نضحى بيه ونغنى للفجر اللى راجع ..
فى تقرير  سابق بعنوان الطير المهاجر مقلنا تجارب  بعض الاصدقاء  الذين سافروا من مصر وتحديدا الى دول اوروبيه ومجتمعات غربيه وراقت لهم الاقامة هناك واصبح قرار العودة محل تردد بالنسبه لهم ..وكان هذا التقرير محل تعليقات لراى مختلف عن اخرين مروا بنفس التجربه الا انهم حطوا رحالهم فى ارض الوطن مرة اخرى منشدين الاستقرار هنا وبالطبع كل انسان له ظروف مختلفه وقدرة تحمل واسباب خاصه ... فنحن لا نلوم على هؤلاء ولا نرى فرق بين المصريين فى اى مكان فى العالم لان المصرى ربما يكون هو المواطن الوحيد الذى يحمل هم مصر اينما رحل او حط ....بالنسبه لهم ...سألنا عن الاسباب وعن وجهة نظرهم عن مشاعرهم تجاه قرارهم بعد العودة والاستقرار وهل راودتهم اى مشاعر ندم فكانت الاراء  كالتالى :
د عزة عبد الحميد :
"سافرت لبعض البلاد الأوروبية فى رحلات عمل أو لحضور مؤتمرات طبية سريعة ولفترات قصيرة ... أما أطول فترة قضيتها فى الخارج كانت مدة سنتين قضيتهما فى الولايات المتحدة فى أواخر التسعينات .. كانت بالطبع فترة لها مالها وعليها مآخذها ولكن فى المجمل كانت تجربة ثرية و مفيدة لى ... تعلمت فيها ما له علاقة بالتخصص الطبى .. ولكن الأهم كان ماله علاقة بالحضارة و الثقافة ...أما أول درس تعلمته هناك كان درسا غريبا ليس له علاقة بالأشعة ولكنه لا يقل أهمية بل كان هو الذى فسر لى الحياة الأمريكية فى كلمة واحدة ... قبل أن أذكرها اليكم الدرس الأول .. أذكر مثلا أن أول درس تعلمته كان له علاقة بكيفية السير على قدميك فى طرقة المستشفى الضيقة ... أى نعم فالسير فى الطرقة اتضح أن له هو الآخر أصولا ... فالناس فى الغرب يسيرون بسرعة و (لآ يتبخترون) فى السير مثلنا .. وكنت أسير (بهدوء حذر) والحائط على شمالى (لأن هذا كان الأقرب لباب الدخول للطرقة) .. ولاحظت نظرات الدهشة و (الاشمئزاز) على وجوه من يقابلوننى ... حتى التقانى أحد الأخوة العرب هناك وكان يعمل فى المستشفى ولفت نظرى أننى أسير فى المكان الخاطىء وأنه يجب على أن أسير و الحائط عن يمينى .. واذا نزلت السلم أو صعدته يجب أيضا أن أكون على اليمين ...ثم تعلمت كذلك أننى يجب أن أسير على نفس سرعة من أمامى كى لا يصطدم بى من هو خلفى والا عطلت السير .... وذلك هو بيت القصيد ... أن لكل شىء هناك نظاما ما .. ولكى تندمج مع المجتمع لابد أن تسير وفقا لهذا النظام ... وتلك كانت هى كلمة السر للنجاح فى تلك البلاد ... النظام ... لابد أن تفهمه و تلتزم به ثم تندمج فيه وتصبح جزءا منه وتسير وفقا لسرعته ..وهذا ليس بعسير على أى شخص  يريد النجاح ... يكفيه فقط أن يكون جزءا من النظام ... والعكس  صحيح ان لم تدخل فى النظام فسوف تصبح شخصا فاشلا منبوذا.. أو على أقل تقدير .. على الهامش .. فالنواب مثلا فى قسم الأشعة لا يبذلون مجهودات خرافية فى التعلم كما يبذل النائب لدينا ... لأنهم فى الخارج يوضعون فى قلب النظام فيتعلم الفرد منه غصبا عنه و دونما مشقة بل بالقصور الذاتى... و البحث العلمى كذلك يضعك النظام ضمن مشروعات بحثية و مطلوب منك المشاركة بعمل محدد فتجد نفسك فى النهاية و قد نشرت أبحاثا و اشتركت فى مؤتمرات و تعلمت أصول البحث العلمى رغما عنك.. بعد هذه المقدمة والتى أعتذر عن طولها .. صار من الواضح أن أقول أن من قرر العودة الى الوطن الأم هو من لم يتمكن من أن يسير وفقا لهذا النظام اما لعدم رغبة منه أو لعدم مقدرة ..فلكى تكون جزءا من النظام يجب أولا أن تحظى على المعادلة الأمريكية و تعمل وفقا لقانون العمل هناك ... وكى تصبح مواطنا أمريكيا يجب أن يندمج أولادك  فى النظام الأمريكى للحياة .. والا شعرت بأنك مختلف أو خارج السياق و النسق العام .. وهذا ما شعرته عن نفسى ... أولا لم تكن معى المعادلة الأمريكية ولكى أحصل عليها كان يجب أن اعود الى البداية وأستغنى عن سنوات عمرى الدراسية والتى قضيتها فى مصر وامن المحتمل أن أغير تخصصى ايضا ... ثانيا كى أندمج فى الحياة الأمريكية يجب أن أنظم حياتى على الطريقة الأمريكية وهذا أيضا ما فشلت فيه فأنا انسانة شرقية عاشقة للنمط المصرى فى الحياة وكذلك للحياة الأسرية ... وكان دائما ينتابنى حنين للوطن عظمه احساس ما بالاختلاف .. الاختلاف فى الشكل و فى الملبس و فى المعتقدات وفى أسلوب الحياة كنت دائما اشعر  أننى لا أشبه من حولى وهذا احساس لو تعلمون سخيف و مر مرارة العلقم ..... فعلى الرغم من القانون الذى يكفل للجميع حقوق الانسانية و المواطنة و عدم العنصرية فى تلك البلاد الا أنك تشعر بالعنصرية و التمييز دونما تستطيع أن تثبتهما ... سيعارضنى البعض .. ولكن هذا شعور وصلنى و ضايقنى كثيرا هناك .. ومادام قد وصلنى فلابد أنه موجود بشكل أو بآخر ..... أن يكون احساسى هو نفس احساس زوجى فانه أمر بغير مستغرب لأننا متشابهان الى حد كبير ... ولكن أن يكون هو نفس احساس ابنى الذى كان فى التاسعة من عمره فذلك هو عين الدهشة ... لو كنت أنا وزوجى قد استفدنا قيراطا واحدا من الغرب فان ابنى قد استفاد أربعة وعشرين قيراطا .. يكفيه اللكنة الصحيحة للغة الانجليزية ... وعلى الرغم من هذا كان سعيدا بالمغادرة و العودة للوطن الأم ... وأعتقد أن أسبابه لم تفرق كثيرا عن أسبابى أنا وأبيه ..فلم يكن لأى منا الرغبة ولا القدرة على السير فى نفس الجانب من الطرقة ولا بنفس السرعة المفروضة مع مجموعة من البشر لا أحد ينكر أنهم ملتزمون و أغلبهم متحضرون ولكنهم لا يشبهوننا فهم مختلفون .... أقصد كنا نحن المختلفين !
د هشام سعيد : 


موقفي ورأيي في الهجرة مرتبط بتواريخ محددة:
التاريخ الاول يوليو ١٩٨٤ - أول سفرية الى الغرب , كانت الى أمريكا  . قبلها كنت اتعجب من الاشخاص  الذين يتخذون قرار الهجرة وتترك  بلدها واهلها ودينها من اجل  متاع الدنيا. احتاج الامر الى اسبوعين لكى اغير نظرتي من الاستهجان الى التقدير والتماس العذر. المسألة ليست   متاع  ي مطلقا . المسألة مسألة حياة واساسيات حياة: اهمها الكرامة وأقلها النظام والنظافة واحترام العمل والوقت والجهد والبشاشة في وجوه الخلق.
ظللت على هذا الحال : ألتمس العذر للناس ولا أفكر في الهجرة لنفسي حتى موعد التاريخ الثاني يوليو ٢٠٠٤ - سافرت الى كندا في مهمة علمية لمدة سنة. هناك التقيت العديد من الاصدقاء الجدد. ترحيب غير عادي من جميع المصريين , وكلهم يلحون  على انى اقدم على طلب هجرة ,  ورقة ...مجرد ورقه اتركها وعندما يحين الاوان خذ قرارك  . وفعلا شرعت في اول خطوة وبدات عن طريق  النت طبع الاستمارة وملئها  وعشت في هذه القصه اسابيع  …………………… ثم توقفت وكما يقولون فى المثل " وكفيت على الخبر ماجور"

الاسباب؟ متعددة.. بعضها شخصى و اخر نفسي و عقائدي. ابنتي عمرها  ٨ سنوات  , شعرت بالخوف عليها من  المجتمع. أنا غير مقتنع بحجة ان المجتمع في مصر اسوأ من كندا. قد يكون صحيح من وجهة نظر البعض ولكن في حالتى لا اعتقد .. فالحمد لله لدينا عائلة مترابطة , وهذه اقصى  حماية. المجتمع في مصر يمارس حرية الفساد والانحلال  وأحيانا البلطجة وهي امور يمارسها الاغلبية, و مع ذلك الامر مرفوض من قبل  الاخرين. الفساد في كندا (الاباحية تحديدا) جزء من منظومة القيم في المجتمع (الحرية), وتحظي بالاحترام. ..اى ان  الفساد في مصر يمارس جهارا نهارا وعلنا ..كونه  فساد. أما في كندا فالانحلال هو قيمة عليا محترمة . تذكرت قول رسول الله (ص) لسيدنا عمر رضي الله عنه: أما رضيت ان تكون لهم الدنيا وتكون لنا الاخرة؟ وحزمت امري (في هذه السنة تحديدا البرلمان الكندي أقر أمرين هامين: ١- تقنين زواج المثليين , و٢- تدريس الثقافة الجنسية في المدارس بدءا من سنة رابعة ابتدائي (ابنتى كانت في الصف الثالث .. احمدك يارب) وكان لابد من الفرار 
[لا بد من الاقرار هنا أن ما ينطبق علي قد لا ينطبق على اخرين , فهناك امثلة لاجيال ولدت وعاشت وكبرت وتزوجت وانجبت في كندا , وعلى اعلى قدر من الخلق والالتزام والتدين. المسألة بالنسبة لي كانت خوف من المجهول , والتزام بالاحوط من وجهة نظري .. واحساس بمسئولية تجاه اي احتمال لانحراف الاجيال التالية .. ليس فقط تجاه ابنتي ولكن أيضا تجاه اولادها واحفادها , وهو امر وارد بشدة]

هناك نقطة اخرى تؤرقني , هي احساسي بان كندا ومن على شاكلتها , وان كانت توفر لأمثالنا الكرامة والعمل والتقدير والاحساس بالذات وبانك مفيد للمجتمع, انما هي تبني حضارتها بأيدينا وأيدي الكفاءات من أبناءنا, اى  على أشلاء بلادنا , ومن ثم ديننا. لا اريد ان اظهر وكأنى انتقد الاخرون , فالحقيقة اننى  التمس لهم جميعا كل العذر , واعلم تماما ان كل  منهم هو حالة خاصة جدا , هو وحده يستطيعان  يقيمها, كما أنني مؤمن تماما أن المصريين بالخارج  هم الاحتياطي الاستراتيجي لمصر).  انا  وجهة نظري اذا كان هناك عمل  في مصروعائلة واستطيع ان اعيش بشكل مقبول اذن لابد من العودة ...اذا لم اكن مفيدا لبلدى فعلى الاقل لا اساهم فى بناء مجد بلد اخر غريب  .. بالطبع  هناك وجهة نظر مضادة ومحترمة: هؤلاء الناس بوجودهم هناك يمارسون نوعا من الاصلاح او الضغط الناعم لصالح قضايا بلادهم الاصلية, ولكن مرة اخرى انا احساسي الشخصي اني لست الشخص المناسب لكي اقوم بذلك (كل ميسر لما خلق له)
عند التفكير فى الهجرة كان يؤرقنى دائما قصه حلف اليمين ان اكون مخلصا لكندا ...ربما كان هذا نوعا من الضغط النفسى
………..بالنسبه  للسعودية؟...الامر  مختلف تماما …  هنا اشعر انى فى مصر وانى يوما ساعود الى مصر حتى فرق التوقيت كان يمثل حاجز كبير فى التواصل مع الاهل فكل الاسباب المذكورة اعلاه لا اشعر بها هنا ...

العطار ..

 
«كل شيء عند العطار».. عبارة مأثورة تلخص أهمية العطار بالنسبة للمصريين كلمة عطار معناها بائع الآدويه الشعبية والتوابل والعطور،
 يقول الحاج رجب: «قديما منذ زمن الفراعنة كان العطار يُعرف باسم (الحكيم)، وكان يصف للناس العلاج ويصنع لهم التركيبات العلاجية المختلفة، وهذا مصور على جدران المعابد الفرعونية في الأقصر وأسوان».
عالم العطارة عالم ملىء بالاثارة ...والسحر ...لانه يشكل الطعم والنكهة فى حياتنا ...حتى اننا مجازا  نستخدم تعبير بهارات لاضافه الحياة لاى موضوع باهت بلا قيمه او معنى
بهارات ..تحبيشه ...ياميش كلمات فى قاموسنا اليومى  وبالبحث عن معناها وجدت ان كلمة بهارات نسبه الى الهند وتحبيشه نسبة الى الحبشه وياميش كلمة دخلت قاموس المصريين من العهد الفاطمى ..وقديما كانت التوابل والبهارات نوع من الهدايا ذات القيمه المرتفعه ..

 وتصنع البهارات من كافة أجزاء النباتات كالبذور والثمرات والاوراق واللحاء والجذور
وتستعمل في مجالات أخرى غير الطعام ك الطب  و بعض الطقوس الدينية، و مستحضرات  التجميل ،
ويجب تمييز البهارات عن بعض الاعشاب  التي تستعمل أيضا لإضفاء نكهة على الطعام كالريحان  مثلا، ففي حين أن هذه الأعشاب تتكون عادة من أجزاء من النبات أيضا إلا أنها تكون في العادة نضرة وطازجة في حين أن التوابل تكون عادة على شكل مسحوق جاف
جرت العادة في أغلب البلدان العربية والإسلامية على قيام ربّ العائلة بشراء وتوفير هذه الأغذية لعوائلهم خلال شهر رمضان
عن هذا العالم المثير كان هذا الحوار مع الحاج   رجب العطار رئيس شعبه تجاره العطاره والياميش باتحاد الغرف التجاريه.
** هل اثرت السياسه هذا العام على موسم العطارة والياميش والبلح فى مصر 
- الحاج رجب العطار : الموسم لم يبدأ بعد والشارع فعلا مشغول سياسيا ولكن  بعد نصف شعبان يبدأ  موسم التجهيز والشراء لرمضان
**سمعنا كثيرا  عن اسماء البلح هذا الموسم وارتبط اغلبها بالواقع السياسى فى مصر فما تعليقك حول هذه الاسماء وارتباطها لمدة اعوام بالفن والساسيه حالي 
- الحاج رجب العطار : نحن لا نتعامل بهذه الاسماء ...هى مجرد موضه والبلح سوف يبدأ نزوله الاسبوع القادم ولا علاقه له بهذه الاسماء ...لدينا اسماء حقيقه للبلح وهى شاميه ...سكوتى ...قرقوضه ...غزال ..وبركاوى

** بالنسبه لاسعار الياميش هذا العام هل ستكون مماثله للعام السابق ام يوجد  زيادة ؟؟ وماهى اسباب ارتفاع الاسعار
-الحاج رجب العطار : اسعار الياميش هذا العام سوف تلحظ ارتفاعا كبيرا وربما تكون الضعف 

فقد وصلت سعر لفة قمر الدين الى 35جنيه والبندق الى الضعف وصل سعر الكيلو 120 جنيه وهناك ثلاث عوامل مؤثرة هى ان المحاصيل فى بلاد المنشأ تقل عن السابق وثانيا الجمارك التى يتم فرضها غاليه مع ملاحظة ارتفاع سعر العملة ونقص الدولار هذا بالاضافه الى بعض الظروف السياسيه التى تمر بها بعض الدوله مثل سوريا التى كانت مصدر رئيسى لقمر الدين والمشمشيه **امتلأت الفضائيات ببرامج الطهى والحديث عن التوابل فهل اثرت هذه البرامج على سوق العطارة ايجابيا ؟
- الحاج رجب العطار : الشعب المصرى والشعوب العربيه بصفة عامه شعوبا اكوله تحب الطهى وتقدر قيمه الطعام ويحبون ان تكون له نكهة خاصة لكن شهر الطبخ فعلا هو شهر رمضان وهذه البرامج قامت بتعريف الناس بعض البهارات والتوابل التى لم يكونوا يعرفوها او يقبلون عليها سابقا
**ماهى اهم الدول التى تعتبر مصدر رئيسى للعطارة فى مصر ؟
 الحاج رجب العطار: العطاره معظمها مستورده و تستورد من شرق اسيا اي البلاد الحاره مثل  الهند و سنغافورة و ماليزيا و إندونسيا
** ماهو الجديد الذى طرأ على عالم  العطارة فى مصر ؟؟
- الحاج رجب العطار : عالم العطارة فى مصر يواكب كل جديد فى العالم حتى المحلات اصبحت مختلفه وطريقه العرض ايضا فقديما كنت ترى البضاعه يتم عرضها فى صفائح حاليا الوضع تغير تماما تجد الحاويات الزجاجيه والبرطمانات الخاصه ...حتى شكل التاجر تغير عن الصورة التى ترتبط فى ذهن الناس


** غالبا يتعامل الناس مع العطار على انه طبيب ويسألونه عن وصفات علاجيه لامراض مختلفه حتى اصبحنا نسمع كثيرا مصطلح الطب البديل ؟؟؟
 - الحاج رجب العطار :الأعشاب هي علاج إيجابي لاغلب الامراض ودائما اقول اذا غابت الاعشاب غابت بالتالى شركات الادوية والصيدليات

لكن الوصفات و الخلطات المضره لا علاقه لها بالمهنه 
ويبقى عالم العطارة توليفه من الالوان والروائح المختلفه والطعم والدواء ...يصيبك بالعطس عندنا تقترب من احد هذه المحلات ويعرف من يعمل بهذا المجال ان هذا يسمى عطس تطهير الانوف ....شكرا جزيلا للحاج رجب العطار وللزميله والصديقه امل رجب العطار على هذه المعلومات المفيدة