الأحد، 15 نوفمبر 2015

السبت

يعود السبت ساكنا متخفيا بين دفتى الكتاب , كان بالامس حالما متمردا بين متشابهات

فى المنتهى

فى المنتهىى حين تعانق السماء جبين االارض نلتقى ...أدير ظهرى للحياة وأكتفى

شغف البدايات

ركل قطة خارج البيت فى يوم ممطر سوف يجبرها أن تعيش حالة  أنتظار  حتى يسمح لها بالدخول مرة أخرى وتعود بدوافع غير مفهومة وقد محا المطر كثيرا من شغف البدايات ..

الأحد، 10 مايو 2015

دموع الحارة ...رفاهية


تبدو الدموع شكلا من أشكال الرفاهية التى لا ينعم  بها الفقراء فى بلادنا وهى ملاحظة من الواقع فكثيرا ما  نرى طفل  فقير يضربه صاحب العمل دون رحمة والطفل لا يبكى ، وكم مرة شاهدنا فقراء بملابس خفيفة وأقدام عارية يتحملون وخز البرد  ولا تبدو عليهم آثار  المعاناة  ، يمشون طرقا طويلة ويركبون مواصلات متعبة  بينما نرغب نحن فى  الصعود بالسيارة حتى  باب البيت ونتحدث عن  معاناتنا فى  البحث عن أقرب مكان لانتظار السيارة ، اذا تحدثت معهم لمست نبرة المرارة والأسى ولكنه الصبر والجلد والقوة التى تساعدهم على البقاء ،ربما تسيل دموعنا تأثرا لحالهم  ونتعاطف معهم ولكننا نعرف  أننا لا نستطيع أن نعيش مثلهم ، وأن قصصا مثل تلك الأميرة التى تحولت الى خادمة وتعيش فى الغابة لأنها أحبت شابا فقيرا ضرب من الخيال .
عند متابعة فيلم " يوم مر ويوم حلو "أبكى كثيرا ولا تتوقف دموعى بنهاية الفيلم بل يتركنى الفيلم فى حالة مزاجية حزينة و أتعجب أن تمر البطلة الرائعة "فاتن حمامة " ساكنة الحارة المصرية الفقيرة بكل هذه المآسى فتقابل هذه الأمور وكأنها الحياة التى تسير على قضبان دون انحراف أو توقف، أصرار أن المر سوف يرحل حتى لو كانت الحلول المطروحة تخلو من السكر .
أثناء متابعة الفيلم تذكرت فعالية الجامعة الأمريكية مؤخرا عن الحارة المصرية والنموذج المحاكى لها الذى قام الطلاب بتنفيذه ولكن داخل الجامعة ،  صورة  الحارة المصرية   كما تترأى لخيالهم  " فرقة حسب الله ،الأراجوز، رقصة التنورة ، بائع الحمص والترمس ، بائع البطاطا ، القهوة البلدى ، حلاق وميكانيكى ولكن بدون " بلية " الذى يضربه الأسطى ويعاقبه بسبب وبدون  ، ولم ينسوا ايضا وجود ميكروباص بجوار الحارة امعانا فى نقل الصورة كاملة " .
الدخول الى حارة  الجامعة الأمريكية يكلف الشخص  150 جنيه  ويوفر على الطلاب الذهاب الى أى حارة واقعية - على مايبدو أنها رغبة ملحة لدى بعضهم - وهو أمر غير آمن بالنسبة لهم ، فى لقاء تليفزيونى أبدى الطلاب سعادتهم بالفكرة وتفاعلوا معها وعبروا عنها باللغة الانجليزية التى تطغى على لغتهم العربية  ، وربما هذا ما أثار استياء البعض على مواقع التواصل وأعتبروا أن مثل هذا " الايفنت " نوع من التعالى والعنصرية تجاه هذه المناطق التى تشكل عصب مصر الحقيقية.
بعيدا عن النقد والمبالغة فى وصف الحدث بأنه اهانة للمجتمع المصرى  لابد أن نعترف أن مصر تنقسم الى  طبقات تأخذ الشكل  الهرمى ، قاعدته هى سكان العشوائيات والمقابر يليها قاعدة سكان الحوارى والمناطق الشعبية ، كل طبقة تعيش فى عالم له ملامح وسمات مختلفة وبين كل طبقة والأخرى جدار عازل لا أحد يستطيع تخطيه ، وفى وقتنا الحالى يمكن أن تسحب الطبقات فى قاعده الهرم بعضا من أفراد الشعب لكن من الصعب الصعود الى الأعلى أو الانضمام الى طبقات الكريمة العليا .
فى الفيلم مشاهد حقيقية للحارة المصرية حيث الشباك فى مستوى  أرض الشارع ويمكن استعماله  بديلا عن الباب ، و  التلاصق  الغريب بين البيوت مما يمنع الخصوصية و يمكن للجيران أن يصافح كل منهم الآخر عبر الشرفات المتهالكة الضيقة التى يزينها البصل والثوم،
هناك المجارى الطافحة والقمامة التى تتوارى عن أعين المسؤولين فلا يهتم أحدهم برفعها من الشوارع الضيقة ، هناك قائمة  المشاكل التى تثقل كاهل الفقراء من عدم القدرة على مواصلة التعليم وزواج البنات وتحمل نفقات العلاج والبطالة ومحاولات ميؤوس منها للبحث عن سكن أفضل ..
ويبقى فى النهاية سؤال ماذا يحدث لو فكر طلاب الجامعة الأمريكية فى استضافة عدد من أهالى هذه الحوارى لقضاء وقت فى مجتمع مختلف مثلهم أو تخصيص دخل هذه الفعالية لتحسين أى خدمة لاهالى الحوارى فى الواقع ومحاولة سد الفجوات بين الطبقات ؟ هل يمكن ؟

الأحد، 22 فبراير 2015

علم نفس الأرهاب

بداية لم أكن أعرف أن هناك فرع من فروع علم النفس يسمى "علم نفس الارهاب " ومن الواضح أنه نوع من  الدراسات النفسية الجديدة التى تواكب موجات  الهوس الأرهابى  الذى نعايشه حاليا  و ينافس أفلام الرعب وقصص الخيال حول مصاصى الدماء وآكلى لحوم البشر.
كثير من علامات الأستفهام تدور حول  فكر الأرهاب والأسباب التى تدفع اليه وأسئله محيرة عن سمات  الشخصية الأرهابية  التى يسهل عليها اتخاذ قرار  التفجير عبر حزام ناسف أو نحر أنسان بكل بساطه وكأنه يتناول كوبا من الشاى بجوار  شاطىء البحر .
ترتبط معظم العمليات الأرهابية ببيان تتم تلاوته قبل التنفيذ وغالبا يذكر فيها أسم الله وبعض آياته عن الجهاد والقتل والهدف من العملية هنا يتراءى سؤال ملح.. هل القاتل مقتنع بما أقترفت يداه فعليا ؟ هل  يشعر  بالرضا عن تلك الجرائم ؟ وماذا عن كوابيس الليل ورائحة الدم وتوسلات  القتلى ؟؟ كلها أسئله تحتاج الى تفكير ودراسه كانت سابقا أمرا نظريا  بحتا لعدم وجود عينات من الأرهابيين تتم الأختبارات عليهم أما حاليا بعد مازادت أعدادهم وبات  ظهورهم  من خلال الفيديوهات والحديث علانيه عن تجاربهم أمرا متكررا وكثير منهم لديه صفحات  على مواقع التواصل الاجتماعى تروج لمثل أفكارهم  ، و هناك تقارير صحفية يتم نشرها  عن حياتهم ولقاءات مع بعضهم  وأقرب مثال تقرير صحفى قام به مراسل ألمانى عاش داخل داعش لفترة ثم نقل عنهم وحقق الفيديو الخاص به نسبة مشاهدة عالية على اليوتيوب .
فى علم النفس يتم تشبيه التحول الى التطرف بسلم يطلقون عليه " سلم الأرهاب " وهو عريض عند القاعدة ضيق فى الأعلى  لتوضيح  أن  الدخول الى عالم الأرهاب  سهلا فى البدايات ولكن التراجع أو النزول من طرف السلم الضيق فى الأعلى شديد الصعوبة .
 كثير من عمليات تفريخ التطرف والفكر الارهابى تتم فى السجون التى يتعرض فيها المساجين الى عمليات التعذيب والعنف  مثل جوانتانمو وسجن أبوغريب وسجون أخرى فى العراق .
هناك أعتقاد سائد   أن الصداقة خلف الأسوار هى علاقة  شديدة القوة والمتانة ؛  ولكننى أعتقد أن هذا هو بداية الوقوع فى  الفخ  لأن هذا النوع من العلاقات ينشأ تحت ظروف من الضغط والقهر النفسى الذى يخلق نوع من التعاطف والقرب  لمواجهة نفس المعاناة   ولكنها فى الحقيقة  صداقات تنشأ بعيدا عن ضوء الشمس  ونسيم الحرية المتجدد ، علاقات  مرضية تكونت فى ظل  روائح العفونه ورطوبة الهواء الفاسد وظلمة الزنازين والأفكار التى ترغب فى الأنتقام من  المجتمع الذى رفضهم أو نبذهم وكان أحد أسباب أزمتهم ، ولكن المشكلة تكون فى محاولة الابتعاد أو الخلاص من الاندماج فى جماعات التطرف  بعد الخروج الى العالم الطبيعى ،بعض الفارين من أتون هذه الجماعات عبروا عن صدمتهم بما رأوه فى الواقع من عمليات قتل وترويع بعيدة عن منطق الجهاد الحقيقى  وبين الأفكار التى كان يتم الترويج لهاخلف الأسوار .
ورغم أن الأرهاب لا ينتمى الى ديانه أو جنسية بعينها  وهناك أشكال متعددة له  مثل أرهاب الدول " اسرائيل "  و أرهاب جماعات  مثل داعش وغيرها من الجماعات  لكن للأسف نجح الاعلام الغربى فى ربط صورة الأرهابى   بالشخص المتلحى صاحب الجلباب ولم نستطع نحن حتى الأن محو هذا المفهوم أو تغييره .
من المؤكد أن أى شخص يفكر فى الأنضمام الى أحدى الجماعات الأرهابية لديه اضطرابات نفسية ومشاعر عزلة وأضطهاد دفعته الى التواجد بين جماعات تنفصل عن الدولة وتتكون فى الخفاء وتعتنق فكر  الترويع وتعتبره نوعا من الجهاد رغم أن أغلب هذه  الجماعات يتم تمويلها لتحقيق مصالح بعض الدول على حساب البعض الآخر وعندما يفهم بعضهم هذا لا يستطيع الفرار أوالخروج من دائرة النار .
ينتفض العالم كله حاليا لمحاربة الأرهاب  ويشارك علماء النفس رجال السياسة  والحكومات  بالبحوث والدراسات  التى تعنى  بالمشاكل النفسية والأجتماعية التى تخلق   أشخاصا يحاولون أبداء اراءهم المتطرفة عن طريق  خطف الطائرات أو تفجير السيارات  أو أرتداء حزام ناسف أو التصوير مع الرؤوس التى تم نحرها  .
ويبقى الأرهاب أحد الامراض الخطيرة التى تواجه البشريه وتحتاج الى علاج فعال يحقق السلام الأنسانى للعالم كله .


الخميس، 19 فبراير 2015

فى زمن أجدادنا كانت  النساءتستمر فى الزواج  دون تذمر أو رغبة فى الأنفصال ورغم أن نظرة الرجل وقتها للزوجة كانت غريبة بعض الشىء وغير مقبولة بنظرتنا الحالية الا أن القدرة على تحمل الحياة والرضا كان أمرا حتميا وفكرة الطلاق فكرة مستبعدة تماما الا اذا كان قرار يريده الرجل ، والسؤال هنا لماذا كانت الزوجة تتحمل  الحياة  تحت أى ظرف  ؟
ربما تكون بعض العادات الأسرية عبارة عن  قوانين أقوى من الشرع وبرغم اباحة الطلاق الا أنه كان يمثل  فضيحة مجتمعية وأن المرأة العفيفة لا يجب ان تكشف الا على رجل واحد يكون هو زوجها فى الدنيا والآخرة ... وتمر الحياة  دون حق التفكير فى تغييرها ..
ومع تطور الحياة وتعليم النساء والأقبال على العمل والمنافسة عليه مع الرجال وتفوق النساء فى شتى مجالات الحياة زادت نسبة الطلاق لأن الرجل لا يريد أن يواكب التغيير الذى عاشته المرأة فهى اتخذت خطوات واسعة ومازال الرجل يقف فى خانة سى السيد يتحدث كثيرا عن دور المرأة فى المجتمع ويمدح ذكاءها وطموحها العملى ولكن خارج أبواب المنزل الذى يجمعه بها فالبعض يرى فى الزواج بيت نظيف وطعام تم طهيه بعناية وأولاد هادئون يحصلون على أعلى الدرجات فى مدارسهم وامراة بارعة الزينة  عندما يأتى المساء .
حاليا  لم يعد  الطلاق قرار صعب التنفيذ أو فكرة مستهجنة حتى لو بعد عدة أشهر ..لاتوجد امرأة سوية لا تبحث عن حياة مستقرة هادئة بشرط توفر الاحترام والتقدير بمعناه الأصيل ولكى تنجح العلاقة يجب ان يتحرر بعض الرجال فكريا حتى يستطيعوا اللحاق بفارق الخطوات

الاثنين، 16 فبراير 2015

متى نقترب من الربيع ؟؟

فى ظل الأحداث التى نعيشها تمر مشاعرنا بفصول العام الأربعة فى يوم واحد وربما مدة زمنية أقل ، ولكن الغريب أننا ما عدنا نعرف تحديدا أى الفصول هو الأجمل حتى عقيدتنا السابقة حول  الربيع أصابها كثير من الشك والريبة .
صور لفئة عمرية متقاربة نطلق عليهم جيل الشباب ، أملنا الوحيد فى العبور نحو المستقبل ، وجه الحياة النضر بلا تجاعيد أو شيب ،
نتبادل معهم الاتهامات ،نحاول بشتى الطرق كبح جماح اندفاعهم ويسألوننا مرار لماذا لا نكون وراء ظهورهم للحماية  لا  لخذلانهم ، من عالم الشباب التقطت تلك الصور على مدار 24 ساعةمن خلال صفحات الفيس بوك ..
 عالم غريب نسمع عنه يحكى عن قصص الليل فيما وراء  الصالات المغلقة وقاعات الفنادق الكبرى ،خلف  الأبواب المبطنة بمواد عازلة أصوات موسيقى صاخبة، غربية المذاق تكاد تصم الآذان وتصيب الأجساد بمس من  جنون الرقص ، تبدو صور الحسناوت والشباب  قريبة الشبه   فى الجمال والأزياء ومظاهر الثراء فلا أحد يستطيع اقتحام ذلك العالم دون أن يدفع المقابل حتى يسمح   له بالحضور، ثمن التذكرة قد يتساوى مع راتب بعض محدودى الدخل فى بلادنا ، بعض هذه الأماكن يعلن صراحة أن تناول المخدرات مباح ولكن بقدر ، عدسات الكاميرا تلتقط صورا  لنقوش وحروف الوشم الغريبة  على بعض مناطق أجسادهم  تستلزم نوعا من التعرى لكل من  الفتيات والشباب  ربما لا يعرف بعضهم أن الوشم عادة قديمة فى الصعيد تسمى دق العصافير .
صورة أخرى نهارية ..مشاهد الطوابير تعيد الى الأذهان مشهد المصريين فى أنتخابات واستفتاءات مابعد الثورة ، الباحثون عن مفتاح الحرية ربما الوحيد والأكيد بين دفتى الكتب ،  أوراق الأفكار وسطور الأحلام وحروف الأمل فى المستقبل ، تبدو الصورة مبهجة حالة من الوعى الجماعى أنتابت شبابنا ليس فقط بالأقبال منقطع النظير على أقتناء الكتب والقراءة ولكن أيضا خوض تجربة الكتابة وأصدار ونشر الكتب والمشاركة فى حفلات التوقيع والندوات الثقافية على هامش المعرض ،جرس يعلن عن حصة الربيع الفكرى وأن اتهامات البعض لهذه الأجيال بالسطحية والفراغ باطلة .
تقترب العدسات لتلتقط صورة مختلفة  " جمهور كرة القدم " عدد كبير من الشباب يجمعهم الحماس والهتاف أمام بوابه النادى الذى يشهد مباراة فريقهم  المفضل ، ينشدون فى حبه الكثير من المعانى ويصل بهم العشق الى حالة من التطرف ،يشبهون دراويشا أخذت الكرة أحلامهم بعيدا ، يرفعون الاعلام، منتشون من النصر الذى مازال غيبا  ، يلتقطون الصور، يضحكون  ،يرسمون أجمل  ابتسامه تبقى ذكراها  قبل الموت ، يتجاهلون التعب الذى يشعر به بعضهم لأنه جاء من سفر طويل ، يعرفون بعضهم بعضا عبر الفيس بوك وتويتر وتجمعهم المدرجات منذ زمن ، يبحثون فى كل الأرض عن معنى للوطن و مشاعر الانتماء ،لم يجدوا سوى كرة القدم ولون قميص النادى الذى يضمهم .
 لحظات محملة بالغدر تحصد أرواحا منهم تتركهم جثثا لا حيلة لهم  ، رفقاء الدرب يتيهون ، يرثى بعضهم البعض ، يجمعهم مر الخذلان ، يبكون الغربة فى وطن لايعرف الا فصول الأحزان .
نتساءل دوما كيف نبنى الأوطان ، نتحدث كثيرا ونناقش ولكننا لم ندرك يوما أنهم خلقوا لزمان غير زمانناهؤلاء الصغار ..أين نحن منهم ومتى تدنو الخطوات حتى نقترب  بهم ..سؤال يحتاج الى أجابة تنقذنا جميعا .