الاثنين، 16 فبراير 2015

متى نقترب من الربيع ؟؟

فى ظل الأحداث التى نعيشها تمر مشاعرنا بفصول العام الأربعة فى يوم واحد وربما مدة زمنية أقل ، ولكن الغريب أننا ما عدنا نعرف تحديدا أى الفصول هو الأجمل حتى عقيدتنا السابقة حول  الربيع أصابها كثير من الشك والريبة .
صور لفئة عمرية متقاربة نطلق عليهم جيل الشباب ، أملنا الوحيد فى العبور نحو المستقبل ، وجه الحياة النضر بلا تجاعيد أو شيب ،
نتبادل معهم الاتهامات ،نحاول بشتى الطرق كبح جماح اندفاعهم ويسألوننا مرار لماذا لا نكون وراء ظهورهم للحماية  لا  لخذلانهم ، من عالم الشباب التقطت تلك الصور على مدار 24 ساعةمن خلال صفحات الفيس بوك ..
 عالم غريب نسمع عنه يحكى عن قصص الليل فيما وراء  الصالات المغلقة وقاعات الفنادق الكبرى ،خلف  الأبواب المبطنة بمواد عازلة أصوات موسيقى صاخبة، غربية المذاق تكاد تصم الآذان وتصيب الأجساد بمس من  جنون الرقص ، تبدو صور الحسناوت والشباب  قريبة الشبه   فى الجمال والأزياء ومظاهر الثراء فلا أحد يستطيع اقتحام ذلك العالم دون أن يدفع المقابل حتى يسمح   له بالحضور، ثمن التذكرة قد يتساوى مع راتب بعض محدودى الدخل فى بلادنا ، بعض هذه الأماكن يعلن صراحة أن تناول المخدرات مباح ولكن بقدر ، عدسات الكاميرا تلتقط صورا  لنقوش وحروف الوشم الغريبة  على بعض مناطق أجسادهم  تستلزم نوعا من التعرى لكل من  الفتيات والشباب  ربما لا يعرف بعضهم أن الوشم عادة قديمة فى الصعيد تسمى دق العصافير .
صورة أخرى نهارية ..مشاهد الطوابير تعيد الى الأذهان مشهد المصريين فى أنتخابات واستفتاءات مابعد الثورة ، الباحثون عن مفتاح الحرية ربما الوحيد والأكيد بين دفتى الكتب ،  أوراق الأفكار وسطور الأحلام وحروف الأمل فى المستقبل ، تبدو الصورة مبهجة حالة من الوعى الجماعى أنتابت شبابنا ليس فقط بالأقبال منقطع النظير على أقتناء الكتب والقراءة ولكن أيضا خوض تجربة الكتابة وأصدار ونشر الكتب والمشاركة فى حفلات التوقيع والندوات الثقافية على هامش المعرض ،جرس يعلن عن حصة الربيع الفكرى وأن اتهامات البعض لهذه الأجيال بالسطحية والفراغ باطلة .
تقترب العدسات لتلتقط صورة مختلفة  " جمهور كرة القدم " عدد كبير من الشباب يجمعهم الحماس والهتاف أمام بوابه النادى الذى يشهد مباراة فريقهم  المفضل ، ينشدون فى حبه الكثير من المعانى ويصل بهم العشق الى حالة من التطرف ،يشبهون دراويشا أخذت الكرة أحلامهم بعيدا ، يرفعون الاعلام، منتشون من النصر الذى مازال غيبا  ، يلتقطون الصور، يضحكون  ،يرسمون أجمل  ابتسامه تبقى ذكراها  قبل الموت ، يتجاهلون التعب الذى يشعر به بعضهم لأنه جاء من سفر طويل ، يعرفون بعضهم بعضا عبر الفيس بوك وتويتر وتجمعهم المدرجات منذ زمن ، يبحثون فى كل الأرض عن معنى للوطن و مشاعر الانتماء ،لم يجدوا سوى كرة القدم ولون قميص النادى الذى يضمهم .
 لحظات محملة بالغدر تحصد أرواحا منهم تتركهم جثثا لا حيلة لهم  ، رفقاء الدرب يتيهون ، يرثى بعضهم البعض ، يجمعهم مر الخذلان ، يبكون الغربة فى وطن لايعرف الا فصول الأحزان .
نتساءل دوما كيف نبنى الأوطان ، نتحدث كثيرا ونناقش ولكننا لم ندرك يوما أنهم خلقوا لزمان غير زمانناهؤلاء الصغار ..أين نحن منهم ومتى تدنو الخطوات حتى نقترب  بهم ..سؤال يحتاج الى أجابة تنقذنا جميعا .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق