الاثنين، 17 مارس 2014

فى المحطة

امسكت مصحفى وارتديت ملابسى  وذهبت الى محطة القطار ...وجلست بجوار الشباك اقرأ وارتل وتموج بعقلى كل الصور والقصص وتأبى الدموع ان تساعدنى فى التخلص من هذه المشاعر الثقيله المفعمة بالألم والوحدة والقلق ...وصلت الى اقرب محطة تصل الى بلدتنا فى الصعيد ...ونزلت من القطار ..لا اعرف اين وجهتى او لماذا جئت الى هنا ...سرت فى الطريق تتعثر قدماى ...الى حيث تأخذنى ..لم اكن اشعر بالتعب ولكننى كنت مثقله بدمع ينتظر لحظة انفراج ...ووصلت الى منطقة زراعيه وجلست على حجر تظللنى اوراق شجرة وارفة  ترفق بحالى و تدعونى أن ابقى هنا  ...فتحت المصحف وجلست ارتل القرآن وانا اعرف ان امى فى هذه اللحظات يتم الصلاة عليها فى الكنيسه ويتم تجهيزها للدفن ...
ياسبحان الله ... كنت اتمنى يا امى ان نكون معا كما عشنا دائما ..أمى الحبيبة وقلبها الحنون  ...رغم رفضك لقرارى انتهى كل شىء وبقى حبك يسكننى ..انفصمت عن كل مايربطنى يربطنى بحياتى السابقة وتركت ورائى كل شىء حتى اسمى ورحلت الى عالم جديدلا احمل معى سوى  .. الحب ياأمى  ...كنت اختلس الاوقات واسافراليك حتى اراك وفى كل مرة كنت تستقبليننى باللوم والتقريع والتأنيب  ورغم هذا اجدك تصنعين طعامى المفضل  ...تحضننى عيناك بكل شوق ..ولم يساورنى اى شك ان قلبك استطاع ان يتخذ قرارا الكراهيه .....انتقلت لاعيش مع زوجى فى تلك البلدة الساحليه وابتعدت خوفا على حياتى الا اننى لم انساك يوما ..ولم انسى علامات الشوق عندما كنت تجدينى بين يديك وخوفك على وكيف كنت تطلبين منى السفر والعودة حتى لا يشعر بوجودى اى شخص  فيتسبب لى بالمشاكل ...

يارب ..ارحم امى واعنى على فراقها ...انسابت دموعى وبقيت جالسه احاول ان اتمالك نفسى  ..قمت الملم احزانى وأقبل  المصحف واتخذت طريقى ناحية المحطة مرة اخرى

الأحد، 16 مارس 2014

سعادات ..

ربما تفاجئنا الحياة ببعض الامور  التى لا نجد لها تفسير منطقى او ملائم ...ومن بين هذه الامور ذلك الاسم الذى يجمع كل الفرح والسعادة بين حروفه دون ان يلقى نظرة عابرة على صاحبته ...تلك البائسه الحزينه وربما كان من الافضل ان يكون اسمى تساؤلات ..فهذا هو الامر الوحيد الذى يدور فى ذهنى غالبا ..دون ان اصل الى اجابات لاى من هذه الاسئله ..
وللأسف بعد ان حصلت على وظيفه عامله نظافه فى حمامات  هذا المجمع التجارى الكبير ..زادت حيرتى وتساؤلاتى التى تشبه المعلقه وهى تدور فى كوب الشاى محدثة بعض الفقاعات والاصوات ..ثم يتبعها هدوء يرتشف فى لحظات ..
قبل وصولى الى هذا المكان لم اكن اتخيل ان ما نراه فى تليفزيون "جارتنا ام سيد "قد يبدو بسيطا وغير مبهر بالنسبه الى ما اراه هنا فى عالم الحمامات " التواليت " كما يطلقون عليه واسمعهم يرددون هذا الاسم ...
اقوم يوميا بتنظيف الحمامات ولا يدور بخلد اى شخص اننى ليس لدى حمام مستقل فى غرفتنا التى اقيم فيها مع امى ...حتى الحمام المشترك الذى نستعمله لا يقارن بهذا  ...شكلا او موضوعا او رائحة ...
غندما حضرت الى هنا اول يوم وارتديت الزى المخصص للعاملات ووضعت  الحجاب على رأسى  احببته لانه يخفى ذلك الشعر الذى اتلفته الشمس والاتربه ويبدو كأنه كوم من القش المحروق ...فى ذلك اليوم وربما لاول مرة ارى نفسى كامله فى المرآة ..تلك الممتدة على جدار المدخل وتشغل نصف الحائط تقريبا فوق المغاسل وتصل الى السقف ...ومن مهامى ان اقوم بتلميعها يوميا ..ومن اول وهلة عرفت ان المرايا تكرهنى وانا ايضا ولا استطيع  ان ابتسم عند لقائها ..فهى تبتسم فقط للجميلات اللواتى يزرنها لدقائق ويقمن بتمشيط شعورهن او وضع بعض المساحيق او تعديل حجابهن ...او من يدخلن فى اوقات الصلاة للوضوء والخروج الى المصلى بجوار الحمامات ...كنت اسمع صوت الآذان فى المجمع كل يوم وارى النساء يقمن الصلاة ...وكنت اتمنى ان اصلى مثلهن ...ولكننى لم اتعلم يوما كيف اصلى حتى اننى لا احفظ ولا اتذكر الا الفاتحة ..التى حفظتها فى المدرسه فى بدايه عمرى قبل ان انقطع عن الذهاب اليها ...كم اتمنى ان اصلى لاحدث الله لانه الوحيد القادر على ان يجيبنى اود ان اسأله لماذا ياربى خلقتنى فقيرة .وقبيحة ..استغفر الله انا لا اعترض ولكن السؤال هو لماذا خلقت للفقراء حواس ورغبات وعقول تسأل ...سوف اعدل من صيغه السؤال واقول له يارب .........................................انت ادرى بحالى وكفى ويبقى السؤال ماذا افعل لكى اتعلم الصلاة ...يقولون العمل عبادة سوف اقوم بتنظيف الحمامات ورش المعطر وملء المغاسل بالصابون السائل وتلميع المرايا حتى اتعبد لربى ..