الاثنين، 25 أغسطس 2014

السينما ..عيب

" الرجل الغامض بسلامته متخفى فى نضارة "من احب الاغنيات الى قلبى اسمعها دائما وانا اضحك رغم ان وقت صعود هذه الاغنيه كنت ابكى عند سماعها ...اذكر تحديد عن عرض فيلم خلى بالك من زوزو ..سبقتنى صديقتى للذهاب للعرض السينمائى مع والدتها وعادت تغيظنى وتحكى لى عن  الفيم والاغانى وفستان زوزو الاحمر ..وكيف كانت ترقص ...امى رفضت ان نذهب الى السينما لنشاهد هذا الفيلم وقررت ان نذهب ولكن ...نشاهد  احد الافلام الهندية حتى تبكى هى طوال الفيلم دون ان يكون لنا اى ذنب او جريرة ..خلال ساعات العرض الطوال ...
قديما كان الذهاب الى السينما حدث له وقع غير عادى وغالبا يرتبط بمناسبات محددة استثنائيه ...وعندما كبرت كانت امى تقول ان ذهاب البنات الى السينما عيب ولا يجوز الا بمصاحبة الاهل الذين عزفوا عن هذا الامر بحكم متغيرات المجتمع ..ورداءة المعروض من وجهة نظرهم ..
ايام الجامعه كنت اذهب الى السينما مع اصدقائى واحيانا كثيرة بصحبة اخى الاكبر على ان يتم الامر فى سرية شديدة نحرص على عدم وصول اخبارها الى البيت ...
تزوجت واصبحت ام وعندى اطفال وكان زوجى يصطحبنا الى باب السينما ويحجز التذاكر والاماكن ويتركنا لاى سبب ويعود فى نهايه الحفل يصطحبنا الى البيت وفى احدى المرات اتصلت امى فى غيابى وسألت زوجى عنى ففضح امرى وقال انى فى السينما مع الاولاد ...عند عودتى افسد على زوجى مشاعر الانسجام بعد متابعه الفيلم بهذا الخبر ..انتظرت زيارة اهلى فى اليوم التالى لاستمع الى قصيدة هجاء وتوبيخ فى كيف ولماذا واننى كبيرة بما فيه الكفايه حتى اعرف الاصول والعيب  ...كيف اذهب  الى السينما وحدى  وكيف يسمح زوجى بذلك ...ومرت الايام وكبر الاولاد واصبحنا نسمع مرار وتكرارا اننا نعانى من حاله استهتار  وانفلات قصوى بالسماح للاولاد ان يذهبوا مع اصدقاءهم لمتابعه الافلام واننا سوف نعانى من جراء ما فرطنا فى التربيه ..حتى وصل بهم الحال الى استعمال التاتش ...والبقاء ساعات طويله وراء الهواتف والاجهزة اللوحية التى ترى امى انها مفسدة ومضيعه للوقت وان الفساد لم يترك بابا الا طرقه ...حتى نحن الكبار ايضا اصابنا ما اصاب جيل هذا الزمان من جنون ....
ولكننى مازلت كلما كبرت اضحك لسماع سعاد حسنى رحمها الله وهى تقول " ماتقوش امين شرطة اسم الله ولا دبلوماسى " واهمس لابنى انه فى حال عرض اى فيلم لاحمد حلمى لابد ان يخبرنى ...بعيدا عن امى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق