الأربعاء، 13 أغسطس 2014

تخاريف على هامش التيار الكهربائى ..

الصمت يلف الغرفه كما الظلام ...توقفت  انغام  التكييف ..لاهواء ولا اكسجين ..انقطاع مبكر على غير العادة للكهرباء اليوم ...الجو حار ولا حيله لى ..اذا اتخذت قرار النهوض اعرف اننى لن اعود الى السرير مرة اخرى ...اريد ان افتح الشباك واسمح  للهواء السجين خارج الغرفه ان يمر ولكننى اوقن  ان الضوء  زائر متطفل  فى هذه اللحظات ...لقد استنفذت كل شبر بارد على السرير فلا مفر من النهوض والعجلة ايضا لاننى تذكرت ان الماء دائما يعلن عن امتعاضه فى هكذا اوقات ....
الحمدلله مازال الماء نائما وربما لم يعرف بعد ان الكهرباء قد غادرت وتركته للتو ...
سيدتى ..رجاء اهدأى  ...نحن فى بدايه اليوم ..سمعتك مرار  تقولين انك  تحلمين ان تعيشى كما عاشت مريمه فى ثلاثية غرناطة ...او تكونى  ماريه فى النبطى ...او  هيباتيا فى روايه عزازيل ...كلهن سيدتى لم يسمعن عن الكهرباء ..وبالرغم من ذلك اصبحن قصص تروى عبر التاريخ ..وشخوص  روايات تغزل فيهن الكاتب ايما غزل ...
تبا للتلقائيه فى عاداتنا فى شرب الشاى ونحن نعلم ان التيار الكهربائى غائب  ومع ذلك  تمسكين  بالبراد الكهربائى " الكيتل " . او تضعين الطماطم فى الخلاط او تضغطين على الريموت كنترول الخاص بالتلفاز او المراوح ....لا عليك لا عليك ..هذه العادات سوف تصبح جزءا من التقاليد القديمة  لاداعى للقلق ...المهم ان البوتجاز مازال جزء من الواقع ربما يندثر ايضا مع الايام ...كونى مثل احدى البطلات وليكن مشروبك المفضل هو الماء المخلوط بالعسل ...
البيت نظيف ومرتب ...ولكن الحرارة تشع من الجدران والستائر والارض ..ربما يفيد اهراق الماء البارد ومعه قليل من صابون الاستحمام الوردى ...رائحته منعشه ومن الممكن وضع بعض   قطع من الثلج فى الماء ...سوف يعود زوجى ويرفع صوته غاضبا اننى استهلك صابون الاستحمام الذى يقطع مشوارا طويلا الى هايبر ماركت ليشتريه لى خصيصا ...لابأس ربما تعود الكهرباء قبل عودته وتعود معها قدرتى وحيويتى على  الجدال والاخذ والرد ....
سيدتى تقرأين كل يوم على مواقع التواصل الاجتماعى التى تدعى الفيس بووك وتويتر ان السعادة قرار ...فقط قرار فلا الحر ولا الظلام ولا غياب الماء البارد وذوبان اللحم فى الفريزر ولا الغاء النزول او الصعود تجنبا للسلالم قد يكون عائقا امام قرار السعادة ..كما انه حتما ولابد ان تتخذ الصين موقفا ايجابيا لحل مشكلتنا مع انقطاع الكهرباء كما اسعدتنا دائما بالسجادة  ذات البوصلة والفانوس والزوجات الصينيات الرائعات ..اللواتى يعنين ازواجهن فى مثل هذه  الايام الحالكات  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق