الجمعة، 15 أغسطس 2014

شراء الادويه دون وصفة طبية ..

شراء الادويه دون وصفة طبيه ...
حوار بين شخصين يسأل احدهما الاخر عن المرض ويطلب وصف الدوء ...حدد من هم الطرفين فى الحوار واكتب اسم المكان الذى يدور فيه هذا الحوار ....هذا نموذج لاحد الاسئله فى مادة اللغة الانجليزية  للصف الثالث الثانوى ... ...اغلب الاجابات تقول ان المكان هو الصيدليه والحوار بين الصيدلى والشخص الذى يشترى الدواء ...قلة فقط من قالوا ان المكان عيادة والحوار بين الطبيب والمريض وهى الاجابة الصحيحة ...وكان تعليق المدرس انه تعود كل عام ان يقابل نفس الموقف بنفس الاجابات المتكررة ...لان علاج الامراض عبر الصيدليات ثقافة مصرية ... اعتاد فيها المواطن المصرى الفهلوى بطبعه ان يختصر خطوة مهمة ومكلفة فى ذات الوقت من حيث الوقت والمال  وهى زيارة الطبيب وهو امر غير مرغوب فيه من الاغلبيه التى تضيق بقصة الحجز مسبقا او الانتظار الممل فى العيادات ...كما انه قد يكون امر يتعلق بالبرد الذى يتسبب غالب فى جميع  الامراض والاعراض  وهنا يصبح الامر بسيط لا  يستحق الاقرصين   من الادويه سهلة المنال فى الصيدليه ...
فى بعض القرى والمناطق الشعبية فطن كثير من اصحاب الصيدليات الى هذه النقطة ..فهداهم التفكير الى الاستعانه بطبيب صغير السن حديث العهد ...يقوم بوصف الادويه بعد تشخيص كل الاعراض وتحديد المرض  ..وكتابة الوصفة وصرفها ..فيبدو الامر  ظاهريا طبيعى وبعيد عن اى مخاطرة...
فى مصر يوجد 40 نوعا فقط من الادويه مسموح شراءها دون وصفة طبيه الا انه فى غياب تام من الرقابه يمكن شراء اى دواء فيما عدا ادوية الصحة النفسيه مثل الترامادول
فى بعض الاحيان تحدث مضاعفات يصل بعضها الى التسمم .. واحيانا ماهو اخطر بسبب التضارب فى انواع  العلاج التى لا ينتبه اليها الصيدلى  واحيانا البائع الغير متخصص ...ولا يشير اليها المريض
هذه الظاهرة الخطيرة لها اسبابها فى ظل غياب التامين الصحى للمواطن البسيط و غياب العيادات المحترمة التى  تناسب شرائح المجتمع المختلفة ومستشفيات حكوميه ترفع شعار الداخل مفقود والخارج مولود ...ومواطن بلغ به الارهاق المعيشى الى حد المغامرة بصحته ...
عندما بدأت افكر فى كتابه هذا المقال سألت احد الاطباء من اصدقائى يعمل فى بريطانيا عن سياسه العلاج مقارنه بمصر فقال لى ان فى بريطانيا يوجد مايسمى ادويه الرف " on shelf drugs" وهى عبارة عن مسكنات الصداع والام الدورة الشهرية والفيتامينات وادويه خفيفه لحرقة المعدة وهذه الادويه متوفرة  فى الصيدليات او فى  السوبر ماركت ولا يمكن شراء اكثر من علبتين ..اما فى حالات ارتفاع الحرارة مثلا يذهب المريض الى طبيب الاسرة التابع له ...وهنا يمكنه ان يكتب له وصفات تحتوى على المضادات الحيويه  ...اما اذا لاحظ الطبيب ان الحاله تحتاج الى  طبيب متخصص مثل الامراض الجلدية مثلا فيقوم بتحويله الى الاستشارى المتخصص ويمنع على طبيب الاسرة ان يكتب اى ادويه متخصصه ..كعلاجات السرطان مثلا
الصيدليات فى بريطانيا لا يسمح لها ببيع السرنجات او الحقن  ...فاذا كان المريض يحتاج الى حقن يتم تحويله الى المستشفى يحجز هناك ويتعاطى االسرنجات  واذا كانت حالته لا تستدعى البقاء فى المستشفى يتم ارسال ممرضه اليه تقوم هى باعطاء الحقن
بالطبع هذه الطريقة والنظام توفر الكثير لان العلاج بالتامين الصحى فاذا كتب للمريض علاج لمده خمسه ايام يتم صرف الاقراص بالعدد الذى يكفى هذه الايام فقط ..
كما ان وصفه العلاج هناك تكون غالبا بالاسم العلمى للمادة لا الاسم التجارى ...كما يحدث  فى مصر  مما تسبب   ان بعض شركات الادويه ...تحاول استقطاب الاطباء باى طريقه لرفع مكاسبها فى الاسواق دون مراعاة لاحوال المرضى ...
ان مثل هذه المشاكل التى يعيشها المواطن المصرى تحتاج الى تشخيص ..ووصفات علاج لتوعيه المريض والاسراع فى توفير مظلة تأمين علاجية تحمينا من الجهل والمرض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق