الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

هواتف الاطباء بها كشاف


 غرفة العمليات ...بلا كهرباء
جدل مستعر  فى الاوساط الطبية  المصرية  بعد تسرب صور عمليات تمت على أضواء الهواتف النقالة  فى  أحدى مستشفيات مصر الحكوميه التى تعانى من أعطال المولدات الكهربائيه ... ورغم أن الخبر  فى مثل هذه الايام لا يعد  مثيرا مقارنة  بواقع المواطن المصرى الذى يعيش معاناة انقطاع التيار الكهربائى وبدلا من أن يلعن الظلام بات الامر مادة للسخرية  والنكات  على حاله   ........وربما ايضا سيكون تعليق الطبيب الذى قام بهذه المغامرة - مضطرا بالطبع -...أن الطب فى مصر قائم  على  قاعدة أساسيه ذهبية هى " الشاطرة تغزل برجل حمار " ...وخاصة فى المستشفيات الحكوميه التى عرف عنها أن الداخل مفقود والخارج مولود ودائما لها السبق فى الاخبار المثيرة وعلى الطبيب أن يعتمد على مهارته الشخصيه  وامكاناته الفردية فى هش القطط والأحتفاظ بهاتف به كشاف حتى يكون جاهزا لمواجهة اى ظرف طارىء !!!
ولا تتعجب عندما تعرف أن الأطباء تم تحويلهم الى التحقيق بعد هذه الواقعه ...والحادثه تثير عدد من التساؤلات منها ...هل دخول الهواتف النقاله الى غرفة العمليات مباح  بالرغم من أن استعمال الهواتف ممنوع فى أغلب مستشفيات العالم خارج مصر ؟؟ كيف يتصرف الطبيب فى ظل الأمكانيات العرجاءوماهو المطلوب منه  حتى يحسن التصرف ويحافظ على حياة المريض ؟؟ ودعونى أتخيل معكم موقف السيدة التى تلد ..ورد فعلها بعد انقطاع الكهرباء وموقف أهلها الذين ينتظرون خروجها هى والطفل ؟؟ربما يكون هذا السؤال مختلف لو حدث ذلك فى مستشفى خاص ..وسؤال أخر من قام بتسريب الصور الى مواقع التواصل الاجتماعى وماهو الغرض من نشرها ...وهل جاء الضغط بنتائج سريعه للتدخل واصلاح المولدات ...ولماذا نريد دائما عدم مواجهة أخطاءنا وايجاد حلول سريعه للحفاظ على الانسان ؟؟ بالطبع فى مستشفى حكومى لن نسأل عن رأى المريضه التى ظهرت فى الصور وهل وافقت على ذلك ام لا ...
كيف تتعطل مولدات الكهرباء فى المستشفى فى وضع  أصبح فيه الظلام عادة يوميه ؟؟؟ والسؤال الأهم الذى يطرح نفسه   فى ظل هذه الأوضاع الغريبه لماذا يصر الناس على أن يدخل اولادهم كليه الطب ولماذا يصر الاطباء على مبدأ التوريث فى مهنتهم ؟؟
كلما ظهرت مشكله على سطح المجتمع المصرى بدت مثل جبل الجليد  ما يختفى منه اكثر مما يبديه   ...ولابد لنا من وقفه طويله وجهود جبارة حتى نتمكن من الرؤيه فى ظلام فرضه علينا واقع هذا البلد







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق