الأربعاء، 17 أكتوبر 2012


الشارع طويل ...مزدحم  لدرجة خانقة ..لا تبدو الى ملامح الا  لمسافه قريبه جدا  ..المبانى يبدو عليها الهرم  يكسوها غبار السنين ودخان السيارات والعوادم أحال لونها العتيق الى مزيج  غريب ما بين الصفرة والسواد ..تلافيف الحوارى والازقة تدعونى لسؤال هل هذه مناطق يسكنها البشر ..تتقارب المبانى بشكل يمحو اى  خصوصيه لمن يأهلونها بامكانك هنا ان تمد يديك من الشباك لتتناول شيئا من  بيت جارك المقابل لك ...الناس فى الشارع يبدو عليهم الشبه بشكل غير عادى الرجال اغلبهم لا يجد وقتا لحلاقة شعره او تصفيفه حتى ..يجلسون على اعتاب المحال لا يوجد لديهم  رغبه فى تأمل وجوه المارة أو حتى الأهتمام بالزبائن ..أسماء المحلا غريبه  ..أغلبها لصيق بكلمه اخوان .. بعيدا عن السياسه أعتقد لان الزمن الغابر كانت الاخوة اقوى والشراكه فى العمل والتجارة امر عادى ...الناس هنا لديهم جلد غير عادى حتى النساء يحملن بضائع فوق رؤوسهن بشكل يفوق الوصف ..كل شخص يجرى ويلهث وراء رزقه دون أدنى التفاته ..السيارات اليدويه تحمل البضائع يجرها شيوخ أو شباب ..هذا يضع طرف جلبابه فى فمه وهذا يرتدى تى شيرت عليه صورة او شعار ربما لا يعرف ما القصد منه  ..الطريق طويل ..والسيارة لا تتحرك والتأمل يشعرنى اننى فى مكان اخر رغم روعته وعبقه الا انه يئن باهات المتعبين

وعلى الطرف الاخر من المدينه تبدو  المبانى حديثه ..عاليه ولامعه ..يعكس زجاج الشبابيك اشعه الشمس قبل المغيب ..هنا حركه السير سريعه تتيح لتكييف السيارة أن يعمل بكفاءة ...الناس هنا مختلفون سيارات حديثه لامعه ..أغلب من يقدن السيارات نساء ..وبعضهن مدخنات ..شبابيك السيارت مغلقه ..هذه فقط شباكها مفتوح ليطل رأس كلب مدلل يتابع الطريق يتسلى  بمتابعه وجوه المارة ..على الناحية الاخرى  شاب يحتضن صديقته يعبر بها الشارع لدخول احد المجمعات التجارية  الراقيه ...طفله صغيرة تجرى بين السيارات تبيع البالونات ..لا أحد يغامر    بفتح شباك السيارة  منعا لمرور الهواء الساخن ..والبنت تغامر بعمرها فى الجرى بين السيارات المتدفقه ..صوت ارتطام  بين سيارتين تنزل سيدة  مندفعه تحاول ان تصفع سائق التاكسى الذى اعترض  سيارتها وتتلفظ باقذع  الالفاظ مع حركة يدين غير مهذبه..ومابين طرفى المدينه
تذكرت جلسة نسائيه جمعتنى ببعض المعارف وكان الحديث يدور عن أولاد الناس ..من ناحية والناس " البيئة " من ناحية أخرى ومع التحفظ على الفرق بين دلالة ومفهوم كلا المصطلحين ...الا أن بعضهن كان يرى ان الحياة فى مصر اصبحت لا تطاق وخاصه فى الصيف حيث يزاحم الناس البيئه ...أولاد الذوات وأن كلمة بيئة المطاطيه اتسعت وشملت أصناف مختلفه من البشر يعيشون فى مصر يزاحمونهم فى المصايف والجامعات والسكن والنوادى والمطاعم ....لأن معهم ما يكفى من مال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق