الاثنين، 12 مارس 2012

دنيا الدفاتر

خلال اسبوع واحد زرت اكثر من مصلحه حكوميه ..لانهاء بعض المصالح التى تخص والدتى ..وانا اتطوع بالقيام بها ..ولم اكن اعرف ان اغلب هذه المصالح تسكن الادوار العليا ..بدون مصعد ..كما اننى تعلمت من زيارة سابقه للمحكمه ان اتجنب الوصول عبر المصعد ..لان السلم برغم التعب الا انه وسيله من وسائل جس النبض وقراءة الاحداث مسبقا ..ففى احدى المرات كنت فى المصعد وعندما فتح الباب على الدور المقصود فوجئت بمعركه مابين الامن والاهالى ولا يمكن تجنبها ..اما السلم فامكانك ان تهرب الى الاسفل مرة اخرى ولا تحدث اى مواجهة ..
المهم هو ان ارتياد هذه الاماكن يطلعك على امور كثيرة غريبه جدا تجعلنى احمدالله دائما اننى لا اعمل ..ولا اتعرض لزيادة الوزن اجباريا ..كل مرة اذهب يصادف اننى اصل فى موعد تناول وجبه الافطار للموظفين ..وتفوح رائحه المش بطماطم والفول ..والفلافل ..وغيره من مواد اشعال الحريق ..وطبعا تجد كل منهم يبحث داخل الدرج عن الكوب الخاص به لضبط التعميرة بكوب من الشاى ..
انا غالبا لا اتعرض لاى تعسف روتينى .مزعوم ...فى المكاتب المصريه برغم ما اسمعه عنهم ..وربما السبب دعاء والدتى ..بل لابد ان تتم ضيافتى ..وان يتبرع احدهم لى بكرسى ..اقضى عليه اجمل الاوقات حتى تنتهى الخدمه التى ذهبت من اجلها ..والمكاتب الحكوميه ..مكان تتنوع فيه المشاهد الواقعيه  فلابد ان تمر مدام زينب لجمع قسط الجمعيه ..والانسه حنان تعرض كتالوجات آفون واورفليم ..وام محمد التى تبيع البيض والفطير والجبنه ..وهذا اراه كل مرة ولا اعرف ان كانت مصادفه ام انها منظومه يوميه ..وتسمع اجمل الحكايات هناك ..حاتم الذى يقتنى كلب ويساوم للوصول الى افضل سعر لاتمام صفقه من بيض البط لكى يطعم الكلب ..ومدام هدى الارمله التى تبحث عن عريس ..ونصيحه السيدات فى المكتب انها فى احسن حال ولا داعى للتفكير فى ضحيه جديدة ..وام عبده التى تعلق فى صدها مفتاح الحمام فى المصلحه وتلف لجمع التبرعات لاصلاح الحمام وعمل سيراميك جديد ..وغالبا الموظف المطلوب غائب ولكن الحمدلله تم الاتصال به ليأتى وينهى لى اوراقى والرجل كانت فى منتهى الكرم واعطانى رقم هاتفه لكى لا اذهب الى المصلحه واعانى من السلم وانه على استعداد ان يأتى بالاوراق وتسليمها للحاجه على نظام "الدليفرى " مما اسعدنى جدا برغم افتقادى لهم ولحكاياتهم المثيره  ..الغريب فى هذه المصالح هو ..كم الدفاتر التى بحجم المكتب طولا وعرضا وكل مرة أتساءل لو اننى كنت موظفه فى مكان مثل هذا هل كنت اقوى على حمل مثل هذا الدفتر الثقيل جدا كما يبدو ..وكيف نعيش فى القرن الواحد وعشرين ومازالت مكاتبنا بدون اجهزة كمبيوتر لحفظ المعلومات والبيانات برغم اننى ارى ان الكومبيوتر اصبح هو  الاخر موضه قديمه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق