الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

- سألتها ...ألايكفى مرور خمس سنوات على رحيله ..حتى تتخذى قرارا   بالعودة الى ارتداء ملابس ملونة ؟؟
كأنى ضغطت على موطن للألم ...بكت ثم أردفت ..عندما انظر الى نفسى فى المرآة ..أعرف ان زوجى مات ...حبيبى رحل عن الحياة ...البقاء فى حضن الاسود يضعنى دائما وسط  مشاعر الفراق ..أنا ازوره كل أسبوع وادعو الله دائما ان يجمعنى به فى الفردوس الأعلى ...زوجى لم يكن شخصا عاديا ...عشت معه أجمل ايام حياتى ...كان يغرقنى فى كرمه لم يبخل على انا والبنات بأى شىء ...جعلنى ملكة وهن أميرات ...كان يشاورنى فى كل كبيرة وصغيرة فى حياتنا ...فى بداية مرضه طلبت منه ان يبيع الشركة التى يملكها وان ينقل كل ممتلكاته بأسمى ففعل ...ثم وضع تحت تصرفى  مبلغا كبيرا من المال حتى لا احتاج الى احد بعده ...وعندما اشتد به المرض اكلمت أنا نقل باقى الاموال بأسمى عن طريق البطاقات ..أنا أم البنات وهذا يعنى مشاركتنا فى الارث ...بعد تعب السنين ..هذا يرضى من ...بناتى أنا اعرف مصلحتهن ولن أبخل عليهن ...رحم الله زوجى الغالى
-  بعد وفاة زوجتى ..عرفت معنى أن ابقى وحيدا فى بيت ...لا تثرثر فى جنباته  امرأة ..لا أجد من تسألنى فى حنق لماذا تأخرت ..من تجادلنى لماذا نسيت علبة اللبن خارج البراد فى ليل حار ...من تعاندنى من منا سوف يطفىء المصباح قبل النوم ...من أنتظرها ساعات حتى تستعد لنخرج سويا ...كل قصص العشق مع النساء  انتهت بالفشل وكأننى دفنت عقلى وقلبى معها ....أستعرضت معه صور النساء اللواتى قال انه أحبهن .تعجبت أن كل النساء شفتهن العليا دقيقه جدا بشكل متقارب ...عدا شعرهن الاسود وبشرتهن البيضاء ...
- ماعادت تهمنى نظرات الناس ..ما عدت أبالى  لوم ابنى وصوته العال ليل نهار ...هو يرانى أمه فقط ...ويريد أن يعاملنى على طريقة " سى السيد " ...لماذا خلعت ملابس الحداد ..ماذا سيقول الناس عنى ..أين اذهب ...لا داعى للبقاء فى النادى لوقت متأخر ...عندما مات زوجى أنتظرت ان تنتهى مراسم الدفن والعزاء ..كنت أشعر ان هواءا  ثقيلا يجثم على صدرى ..تراودنى    صورة لى  أقف فى جمود تعلو ملامحى ابتسامه بلا معنى ...يقترب منى أطار الصورة بتفاصيله المذهبة  يضغط على من جميع الجهات أنتظر ان أمزق الاطار واخطو بقدماى بعيدا عنه  ...كان لدى اعتقاد ان سنوات عمرى المهدرة سوف تعود ...أو لابد أن تعود ...كنت اعيش فى دور الام والزوجة واتقنت الدور جيدا .. اعيش كأننى أسير فوق الحبل احافظ على توازنى بشكل يرهق الاعصاب ويقتل المشاعر ...وبعد ان جربت السير فوق الارض ...يمكننى أن اتجه يمينا او يسارا ..أن اتعثر واقوم كل ما اريد الا يحاسبنى شخص ما او يقوم بعد الخطوات ...ورجاء لا ترتدى ثوب العقل فانا اعرفك جيدا صديقتى ...خلف الخوف القابع فى عينيك رغبات ...أه لو أسقطت عنك القناع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق