الأحد، 1 يونيو 2014

تذكرتى ..رايح جاى


زى ماهى حبها بحلوها ومرها بص لحبيبتك حسها وزى ماهى حبها لا هاتاخد ايه ولا كم وليه ده العشق لو من قلبى طالع العمر حتى نضحى بيه ونغنى للفجر اللى راجع ..
فى تقرير  سابق بعنوان الطير المهاجر مقلنا تجارب  بعض الاصدقاء  الذين سافروا من مصر وتحديدا الى دول اوروبيه ومجتمعات غربيه وراقت لهم الاقامة هناك واصبح قرار العودة محل تردد بالنسبه لهم ..وكان هذا التقرير محل تعليقات لراى مختلف عن اخرين مروا بنفس التجربه الا انهم حطوا رحالهم فى ارض الوطن مرة اخرى منشدين الاستقرار هنا وبالطبع كل انسان له ظروف مختلفه وقدرة تحمل واسباب خاصه ... فنحن لا نلوم على هؤلاء ولا نرى فرق بين المصريين فى اى مكان فى العالم لان المصرى ربما يكون هو المواطن الوحيد الذى يحمل هم مصر اينما رحل او حط ....بالنسبه لهم ...سألنا عن الاسباب وعن وجهة نظرهم عن مشاعرهم تجاه قرارهم بعد العودة والاستقرار وهل راودتهم اى مشاعر ندم فكانت الاراء  كالتالى :
د عزة عبد الحميد :
"سافرت لبعض البلاد الأوروبية فى رحلات عمل أو لحضور مؤتمرات طبية سريعة ولفترات قصيرة ... أما أطول فترة قضيتها فى الخارج كانت مدة سنتين قضيتهما فى الولايات المتحدة فى أواخر التسعينات .. كانت بالطبع فترة لها مالها وعليها مآخذها ولكن فى المجمل كانت تجربة ثرية و مفيدة لى ... تعلمت فيها ما له علاقة بالتخصص الطبى .. ولكن الأهم كان ماله علاقة بالحضارة و الثقافة ...أما أول درس تعلمته هناك كان درسا غريبا ليس له علاقة بالأشعة ولكنه لا يقل أهمية بل كان هو الذى فسر لى الحياة الأمريكية فى كلمة واحدة ... قبل أن أذكرها اليكم الدرس الأول .. أذكر مثلا أن أول درس تعلمته كان له علاقة بكيفية السير على قدميك فى طرقة المستشفى الضيقة ... أى نعم فالسير فى الطرقة اتضح أن له هو الآخر أصولا ... فالناس فى الغرب يسيرون بسرعة و (لآ يتبخترون) فى السير مثلنا .. وكنت أسير (بهدوء حذر) والحائط على شمالى (لأن هذا كان الأقرب لباب الدخول للطرقة) .. ولاحظت نظرات الدهشة و (الاشمئزاز) على وجوه من يقابلوننى ... حتى التقانى أحد الأخوة العرب هناك وكان يعمل فى المستشفى ولفت نظرى أننى أسير فى المكان الخاطىء وأنه يجب على أن أسير و الحائط عن يمينى .. واذا نزلت السلم أو صعدته يجب أيضا أن أكون على اليمين ...ثم تعلمت كذلك أننى يجب أن أسير على نفس سرعة من أمامى كى لا يصطدم بى من هو خلفى والا عطلت السير .... وذلك هو بيت القصيد ... أن لكل شىء هناك نظاما ما .. ولكى تندمج مع المجتمع لابد أن تسير وفقا لهذا النظام ... وتلك كانت هى كلمة السر للنجاح فى تلك البلاد ... النظام ... لابد أن تفهمه و تلتزم به ثم تندمج فيه وتصبح جزءا منه وتسير وفقا لسرعته ..وهذا ليس بعسير على أى شخص  يريد النجاح ... يكفيه فقط أن يكون جزءا من النظام ... والعكس  صحيح ان لم تدخل فى النظام فسوف تصبح شخصا فاشلا منبوذا.. أو على أقل تقدير .. على الهامش .. فالنواب مثلا فى قسم الأشعة لا يبذلون مجهودات خرافية فى التعلم كما يبذل النائب لدينا ... لأنهم فى الخارج يوضعون فى قلب النظام فيتعلم الفرد منه غصبا عنه و دونما مشقة بل بالقصور الذاتى... و البحث العلمى كذلك يضعك النظام ضمن مشروعات بحثية و مطلوب منك المشاركة بعمل محدد فتجد نفسك فى النهاية و قد نشرت أبحاثا و اشتركت فى مؤتمرات و تعلمت أصول البحث العلمى رغما عنك.. بعد هذه المقدمة والتى أعتذر عن طولها .. صار من الواضح أن أقول أن من قرر العودة الى الوطن الأم هو من لم يتمكن من أن يسير وفقا لهذا النظام اما لعدم رغبة منه أو لعدم مقدرة ..فلكى تكون جزءا من النظام يجب أولا أن تحظى على المعادلة الأمريكية و تعمل وفقا لقانون العمل هناك ... وكى تصبح مواطنا أمريكيا يجب أن يندمج أولادك  فى النظام الأمريكى للحياة .. والا شعرت بأنك مختلف أو خارج السياق و النسق العام .. وهذا ما شعرته عن نفسى ... أولا لم تكن معى المعادلة الأمريكية ولكى أحصل عليها كان يجب أن اعود الى البداية وأستغنى عن سنوات عمرى الدراسية والتى قضيتها فى مصر وامن المحتمل أن أغير تخصصى ايضا ... ثانيا كى أندمج فى الحياة الأمريكية يجب أن أنظم حياتى على الطريقة الأمريكية وهذا أيضا ما فشلت فيه فأنا انسانة شرقية عاشقة للنمط المصرى فى الحياة وكذلك للحياة الأسرية ... وكان دائما ينتابنى حنين للوطن عظمه احساس ما بالاختلاف .. الاختلاف فى الشكل و فى الملبس و فى المعتقدات وفى أسلوب الحياة كنت دائما اشعر  أننى لا أشبه من حولى وهذا احساس لو تعلمون سخيف و مر مرارة العلقم ..... فعلى الرغم من القانون الذى يكفل للجميع حقوق الانسانية و المواطنة و عدم العنصرية فى تلك البلاد الا أنك تشعر بالعنصرية و التمييز دونما تستطيع أن تثبتهما ... سيعارضنى البعض .. ولكن هذا شعور وصلنى و ضايقنى كثيرا هناك .. ومادام قد وصلنى فلابد أنه موجود بشكل أو بآخر ..... أن يكون احساسى هو نفس احساس زوجى فانه أمر بغير مستغرب لأننا متشابهان الى حد كبير ... ولكن أن يكون هو نفس احساس ابنى الذى كان فى التاسعة من عمره فذلك هو عين الدهشة ... لو كنت أنا وزوجى قد استفدنا قيراطا واحدا من الغرب فان ابنى قد استفاد أربعة وعشرين قيراطا .. يكفيه اللكنة الصحيحة للغة الانجليزية ... وعلى الرغم من هذا كان سعيدا بالمغادرة و العودة للوطن الأم ... وأعتقد أن أسبابه لم تفرق كثيرا عن أسبابى أنا وأبيه ..فلم يكن لأى منا الرغبة ولا القدرة على السير فى نفس الجانب من الطرقة ولا بنفس السرعة المفروضة مع مجموعة من البشر لا أحد ينكر أنهم ملتزمون و أغلبهم متحضرون ولكنهم لا يشبهوننا فهم مختلفون .... أقصد كنا نحن المختلفين !
د هشام سعيد : 


موقفي ورأيي في الهجرة مرتبط بتواريخ محددة:
التاريخ الاول يوليو ١٩٨٤ - أول سفرية الى الغرب , كانت الى أمريكا  . قبلها كنت اتعجب من الاشخاص  الذين يتخذون قرار الهجرة وتترك  بلدها واهلها ودينها من اجل  متاع الدنيا. احتاج الامر الى اسبوعين لكى اغير نظرتي من الاستهجان الى التقدير والتماس العذر. المسألة ليست   متاع  ي مطلقا . المسألة مسألة حياة واساسيات حياة: اهمها الكرامة وأقلها النظام والنظافة واحترام العمل والوقت والجهد والبشاشة في وجوه الخلق.
ظللت على هذا الحال : ألتمس العذر للناس ولا أفكر في الهجرة لنفسي حتى موعد التاريخ الثاني يوليو ٢٠٠٤ - سافرت الى كندا في مهمة علمية لمدة سنة. هناك التقيت العديد من الاصدقاء الجدد. ترحيب غير عادي من جميع المصريين , وكلهم يلحون  على انى اقدم على طلب هجرة ,  ورقة ...مجرد ورقه اتركها وعندما يحين الاوان خذ قرارك  . وفعلا شرعت في اول خطوة وبدات عن طريق  النت طبع الاستمارة وملئها  وعشت في هذه القصه اسابيع  …………………… ثم توقفت وكما يقولون فى المثل " وكفيت على الخبر ماجور"

الاسباب؟ متعددة.. بعضها شخصى و اخر نفسي و عقائدي. ابنتي عمرها  ٨ سنوات  , شعرت بالخوف عليها من  المجتمع. أنا غير مقتنع بحجة ان المجتمع في مصر اسوأ من كندا. قد يكون صحيح من وجهة نظر البعض ولكن في حالتى لا اعتقد .. فالحمد لله لدينا عائلة مترابطة , وهذه اقصى  حماية. المجتمع في مصر يمارس حرية الفساد والانحلال  وأحيانا البلطجة وهي امور يمارسها الاغلبية, و مع ذلك الامر مرفوض من قبل  الاخرين. الفساد في كندا (الاباحية تحديدا) جزء من منظومة القيم في المجتمع (الحرية), وتحظي بالاحترام. ..اى ان  الفساد في مصر يمارس جهارا نهارا وعلنا ..كونه  فساد. أما في كندا فالانحلال هو قيمة عليا محترمة . تذكرت قول رسول الله (ص) لسيدنا عمر رضي الله عنه: أما رضيت ان تكون لهم الدنيا وتكون لنا الاخرة؟ وحزمت امري (في هذه السنة تحديدا البرلمان الكندي أقر أمرين هامين: ١- تقنين زواج المثليين , و٢- تدريس الثقافة الجنسية في المدارس بدءا من سنة رابعة ابتدائي (ابنتى كانت في الصف الثالث .. احمدك يارب) وكان لابد من الفرار 
[لا بد من الاقرار هنا أن ما ينطبق علي قد لا ينطبق على اخرين , فهناك امثلة لاجيال ولدت وعاشت وكبرت وتزوجت وانجبت في كندا , وعلى اعلى قدر من الخلق والالتزام والتدين. المسألة بالنسبة لي كانت خوف من المجهول , والتزام بالاحوط من وجهة نظري .. واحساس بمسئولية تجاه اي احتمال لانحراف الاجيال التالية .. ليس فقط تجاه ابنتي ولكن أيضا تجاه اولادها واحفادها , وهو امر وارد بشدة]

هناك نقطة اخرى تؤرقني , هي احساسي بان كندا ومن على شاكلتها , وان كانت توفر لأمثالنا الكرامة والعمل والتقدير والاحساس بالذات وبانك مفيد للمجتمع, انما هي تبني حضارتها بأيدينا وأيدي الكفاءات من أبناءنا, اى  على أشلاء بلادنا , ومن ثم ديننا. لا اريد ان اظهر وكأنى انتقد الاخرون , فالحقيقة اننى  التمس لهم جميعا كل العذر , واعلم تماما ان كل  منهم هو حالة خاصة جدا , هو وحده يستطيعان  يقيمها, كما أنني مؤمن تماما أن المصريين بالخارج  هم الاحتياطي الاستراتيجي لمصر).  انا  وجهة نظري اذا كان هناك عمل  في مصروعائلة واستطيع ان اعيش بشكل مقبول اذن لابد من العودة ...اذا لم اكن مفيدا لبلدى فعلى الاقل لا اساهم فى بناء مجد بلد اخر غريب  .. بالطبع  هناك وجهة نظر مضادة ومحترمة: هؤلاء الناس بوجودهم هناك يمارسون نوعا من الاصلاح او الضغط الناعم لصالح قضايا بلادهم الاصلية, ولكن مرة اخرى انا احساسي الشخصي اني لست الشخص المناسب لكي اقوم بذلك (كل ميسر لما خلق له)
عند التفكير فى الهجرة كان يؤرقنى دائما قصه حلف اليمين ان اكون مخلصا لكندا ...ربما كان هذا نوعا من الضغط النفسى
………..بالنسبه  للسعودية؟...الامر  مختلف تماما …  هنا اشعر انى فى مصر وانى يوما ساعود الى مصر حتى فرق التوقيت كان يمثل حاجز كبير فى التواصل مع الاهل فكل الاسباب المذكورة اعلاه لا اشعر بها هنا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق