الأحد، 1 يونيو 2014

تذكرتى رايح جاى ج 2

علياء العزازى ..
سافرت مع زوجى الى انجلترا واستراليا وبقينا هناك حوالى خمس سنوات ...بالنسبه لى لا اشعر بالغربه فى اى بلد اسافر اليها او اقيم بها ...لدى قناعه خاصه ان جميع البشر متشابهون بدرجة كبيرة ..استطيع التعايش مع اى مجتمع غريب ...على عكس البعض ا احيانا يراودنى الحنين الى مسكنى فى انجلتر والى الشارع الذى عشت به فى استراليا ...كنت احاول دائما التألف مع الناس هناك ولم اجد اى صعوبه فى ذلك ...
فكرة الاستقرار فى هذه الدول كانت واردة بقوة لدينا زوجى وانا ...الا انه بعد الاختلاط مع عدد من الاسر العربيه هناك لمست ان المشكله التى تواجههم هى تربيه الاولاد فى هذه المجتمعات فى فترة الشباب تحديدا ..كل ما كان يشغلنى هو مستقبل اولادى هويتهم ..اتقانهم للغة العربيه ...امور منتهى الاهميه بالنسبه لى ...كانوا اطفالى صغارا ...وكنت افكر انه ربما يأتى وقت يلومننى فيه ..باتخاذ هكذا قرار ..خاصه اننى ادرك تماما ان اى شخص يستقر فى هذه البلاد يفقد جزء من هويته وغالبا يكون لديه احساس انه غير سعيد ..
قمت باستشارة الاصدقاء وعمل استخارة فكان قرار العودة امر حتمى ..وكانت السعوديه هى محطة الوصول واجمل فترة فى حياتى قضيتها هناك ...السعوديه بالنسبه لى مجتمع دنيا ودين وهناك تحديدا لم اكن ارغب بالعودة لاننى وعلى عكس كل مايقال عشت حياتى ومارست كل الانشطة ونهلت من العلم الشرعى فى دور القرآن المنتشرة بها  ...المفارقه ان السعوديه كانت تتميز بالابهة والفخامه على عكس اغلب البيوت التى دخلتها فى انجلترا كانت منتهى البساطة ولكن النظافه عامل مشترك ...
احد المبادىء التى اقتنع بها تماما هو ان الاسرة وحدة واحدة ...ويجب ان تستمر بهذا الشكل وان نحافظ على عدم تشتت افرادها لذا عندما جاء سن الجامعه بالنسبه لاولادى ...اتخذنا مجددا قرار العودة الى مصر ...لا توجد لدى اى مشاعر ندم مطلقا ربما مشاعر تمنى ان ارى مصر بلد متحضر وراقى ...وهذه امور لا علاقه لها بالدخل المادى ابدا ...قابلت عدد كبير ومختلف من الجنسيات عندما يسافر الى مجتمع اخر اوبلد اجنبى يتخذ بكل بساطة قرار الاستقرار الا المصرى يؤرقه دائما هاجس العودة ...ربما يكون النيل هو السبب كما يقولون
د لمياء فياله :
سافرت الى امريكا بهدف الدراسه انا وزوجى د مصطفى الا انه كان من الضرورى ان نعمل هناك لان مصاريف مدرسة الاولاد كانت تستهلك راتبى كله ونصف راتب زوجى بقينا هناك حوالى سنتين ...والاجابة على سؤال .. اكثر مالفت نظرى هناك ...فمن المؤكد انهما النظام والنظافه ابسط الامور ..ان كل المبانى هناك ذات  طلاءخارجى  جديد لان المالك يدفع ضرائب عقاريه ومن حقه خصم جزء من هذه الضرائب للطلاء والسباكة وزراعه حديقه حول المبنى ...
يقولون عادة الشعب الامريكى نظيف فاقول ..لا النظام هو من يجبرهم على احترام النظافه ولو حدث وغابت  عاملة النظافه عن احد المحال مثلا ستجد حماما منتهى القذارة ايضا
الامر الثانى الذى لفت نظرى بشدة هو المرور فقواعد المرور فى امريكا صارمة والمخالفات هناك قاتله ...لان ببساطة كل شىء واضح حتى الحارات  لفت نظرى وجود   حارة مخصصه للسيارات التى يركبها عدد من الافراد ولا يجرؤ شخص يقود سيارته بمفرده  ان يقترب من هذه الحارة ...والشرطه هناك تنتشر بشكل كبير فى اى خطأ مرورى تأتى اليك سيارة الشرطة فورا وينزل منها شرطيين للتفاهم ومخالفه قائد السيارة الذى من المؤكد انه  مؤمنا على سيارته ويدفع قسطا شهريا لشركة التامين وتزيد قيمه القسط فى حال وجود مخالفات مروريه ...
حتى نظافه الشارع تجد شاشه بموعد وتاريخ تنظيف اى جانب فى الشارع حتى لا تستطيع اى سيارة ان تركن فى هذا الجانب فى الموعد المحدد لنظافته تبقى ملحوظه انه اثناء الوقوف فى اشارات المرور لا تجد فى امريكا اى شخص يحاول ان ينظر الى داخل اى سيارة بجانبه فلا احد يقحم نفسه فيما لا يخصه او يعنيه
الرش باللون الاسود منتشر على مبانى كثيرة هناك ليس فقط فى مصر ..بجانب انتشار الحدائق والمتنزهات المجهزة بحمامات السباحة وملاعب كرة السله التى تشكل هوس امريكى وحارات خاصه لسير العجل واصحاب بعض الهوايات مثل البوورد والرولرز ..
لاحظت هناك ان بعض الامريكان يخصصون جزء من راتبهم الشهرى او السنوى لليانصيب او القمار ...
فكرة البقاء فى امريكا لم تكن واردة لدينا ...فى امريكا توجد عنصريه مستترة لا يستطيع اى شخص ان يتفوه بكلمة تخص الدين او اللون او الجنس الا ان العنصريه ملموسه بشكل او باخر ...حتى حوادث الاغتصاب وضرب النساء يتحاكون عنها هناك ...
.... عندما جاء عرض مغرى لد مصطفى يمكننا من البقاء هناك اول ماخطر على بالنا هو الاولاد ..فلم نكن نتمنى لابناءنا ان يكونوا مسلمين متأمركين كما سمعنا من بعض الناس ...تربيه اولادنا فى مجتمع مسلم امر لم نختلف عليه زوجى وانا واضف الى هذا مشاعر الحنين والوحشه الى مصر ...حتى اننى اتذكر  ان شركة مصر للطيران كان تضع اغنيه فيروز "شط اسكندريه " وعندما سمعناها بكينا وكانت فرحتنا كبيرة بالعودة الى مصر ...ونحن محملين بعدد كبير من الحقائب الممتلئة بالعاب الاولاد وادوات المطبخ الرائعه التى جلبتها معى من هناك والحمدلله استطعنا شحن عدد كبير من الكتب والمراجع بريديا ...ومن امريكا الى مصر الى محطتنا التاليه فى السعودية حيث لا غربه ولا اغتراب
د غادة شاور :
غربه ..13 سنة خارج مصر من الطبيعى ان تكون الكلمة تلقائية غربه ..برغم ان مصر لا تغيب عن قلبى او فكرى طوال الوقت ..اعيش فى انجلترا ومنطقيا ارتاح لمعطيات الحياة هنا من ناحيه النظام ..فى انجلترا انجبت اولادى وامتدت دائرة اصدقائى واصبح لدى خبرة فى طريقه التعامل مه الناس الا اننى ورغم كل هذه المدة عندما يجىء ذكر الاقامه اجدنى تلقائيا اشعر بالغربة ويأخذنى الحنين طويلا لو جاءت سيرة مصر ...واضحك اذا سألنى اى شخص هل احب انجلترا اكثر ام مصر لا يعرفون ان مصر قطعه من القلب واننى اعيش هنا فقط بعقلى وانما قلبى فيسكن مصر
اما عن السؤال هل افضل البقاء هنا ام العودة
 . عندما تعيشين السنين خارج مصر خاصه و قد تألمتى من المعطيات اليوميه اللحياه المصريه. من صعوبه المواصلات و المحسوبيه و أولاد الأساتذة فى الكليه و حجز الدرجات و الوظائف و ما شابه. و قذاره الشوارع وارتباك  المرور و انعدام منظومه الحياه . عندما تبتعدين تشعرين ابتداء براحة انك ابتعد توا عن كل هذا  ثم تشعرين بألراحه النفسيه ان الحياه كلها اقداروخطوات  كتبت علينا من مبتدأها الى منتهاها
انجلترا ليست   الجنه فلكل قاعده استثناء و فى الآخر هنا و هناك. كلنا بشر. لنا عيوبنا و اافاتنا و لكن هنا النظام  وا لقانون.    المجتمع المصرى لا  يحتاج  الى ثورات و لا انقلابات و لا حلول سطحيه. إنما يحتاج الى باحث و سنوات من البحث العلمى لمعرفه مشاكل المجتمع و الأفراد و الأخلاق و افتقاد منظومة  الحياه و تشريحها و وضع المناهج للتعامل معها. ...اعرف اننى لم اجب عن السؤال المقصود ولكننى احب مصر من خلالكم ومن خلال مناقشاتى معكم .

عندما تتحدث مع اى مصرى عن مصر ...تجد الامر مختلف جدا يمكنه ان يسترسل ساعات طويله فى الحديث او الكتابه يشتكى كثيرا يلعن الاوضاع والمشاكل يطلق النكات وربما يبكى ويعدو بصلاح الحال ...كنت اقرأ دائما ان تعريف مصر فى علم الاجتماع انها امة وليست شعب واحد لاننا فعلا شعب مختلف برغم العيوب والانتقادات التى نوجهها الى انفسنا ...فمصر حاله من الاحساس يشبه ساعه المغرب لدينا عندما تنظر الى السماء فتجدها اتخذت لونا غريبا مابين الازرق والاسود والبرتقالى والسماوى ...ثم تتحرك الستارة ونسمع صوت معلقه الشاى وهى تدور فى الكوب لتعلن ان الدنيا طرواة وربما تناجيك نجاة او عبد الوهاب او الشيخ عبد الباسط ويبدأ الشباب فى التجمع فى اماكنهم التى اعتادوا عليها يوميا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق