الثلاثاء، 13 مايو 2014

الطير المهاجر رقم 5

د وليد صبرى وزوجته د سمر عبد القادر
كنت اعمل كطبيب فى مستشفى القصر فى قسم امراض الدم وبنك الدم وفى نفس الوقت اسعى للحصول على الدكتوراة ونتيجة للتعقيدات الاداريه ومعامله بعض الاساتذة معنا بكل عجرفة وغرور اكتشفت ان اغلبهم يسعى لحمايه اماكنهم فقط دون النظر الى مصلحة المكان نفسه او كفاله الحمايه لمن يعملون معهم لذا قررت التقديم على اجازة بدون راتب والعمل فى المركز الطبى العالمى التابع للقوات المسلحة وكنت وقتها سعيد لاننى اعمل مع فريق طبى محترم رغم ان الراتب كان يساوى ما اتقاضاه فى القصر العينى وكان كل هدفى الحصول على الدكتوراة لتحسين اوضاعى وزيادة دخلى والحصول على فرصه عمل فى الخارج ...الا ان فكرة العمل فى الدول العربيه كانت تؤرقنى لاننى لا اريد ان اعيش فى بلد اكون فيها مواطن درجة ثانيه او حتى ثالثه ..هذا بجانب فكرة الكفيل ...وكنت اتمنى فى نفسى ان تأتينى الفرصه فى دولة اوروبيه تحديدا انجلترا ....ويشاء الله انا اقابل قدرا خبير  فى امراض الدم فى المركز الطبى العالمى وهو مصرى مقيم فى كندا وسألنى اذا كنت ارغب فى عمل معادلة لشهادتى فى كندا فاعتذرت لاننى لا اريد ان ابدأ من الاول مرة اخرى ...فعرض على فكرة التدريب لمده عام او اثنين فى مجال زراعة النخاع فوافقت ..ثم نسيت الامر بعد شهرين من هذا اللقاء فوجئت انه يراسلنى للعمل فى مستشفى غير التى يعمل بها هو وحصل اتصال مع الاستاذ المسؤول الذى بادرنى بالسؤال اذا كنت اتحدث الفرنسيه فقلت له لا ...ولكننى استطيع التعلم وقال لى هناك مقابله شخصيه فى ديسمبر فى كندا ..فى نفس العام حصلت على الدكتوراة فى يونيو 2005 وعشت حياتى بشكل عادى الى جانب دروس الفرنسيه ...حتى جاء موعد المقابله وسافرت وكانا المنافسان لى فى المقالبه طبيبه جزائريه واستاذ مصرى يتحدث الفرنسيه بطلاقه وبالرغم من ذلك وقع اختيارهم لشخصى والسبب هو احساسهم ان لدى طاقه وحماس ورغبة فى تعلم الجديد ...بعد هذه المقالبه كان امامى اربعه اشهر لاستلام العمل هناك قضيتها كلها فى دراسه الفرنسيه ولكن هيهات وعندما سافرت كنت افهم 20 % فقط من الحديث ولكننى هناك لمست كل الدعم والصبر والتفهم من طاقم كبير من التمريض والاطباء ...ثلاث اشهر مرت على هناك رفعت لى بعدها القبعه لاننى كنت اتحدث معهم بطلاقة وقتها كل تفكيرى كان ان اكمل المنحة سنتين ثم اعود الى مصر ولكن مع الوقت وطول المقارنات بين ظروف العمل هنا وبين مصر اكتشفت انى انسان ولست كما يقولون مجرد" ثور فى الساقيه " اكتشفت اننى اعمل بلا روتين او خوف او قلق من الاداريات او الملاحقة كما حدث لزملاء لى اطباء اوشكوا ان يقيدوا بالحديد ...اننى هنا اركز فى عملى وعلمى ولا اشتت ذهنى فى تحسين اوضاعى الماليه ...الجميع هنا يحترم مكانه وعمله ولا يحتاج الى تذكير ..هنا يمكن ان تستمع الى الطالب اذا كان يتحدث بشكل منطقى ....هنا فى كندا هناك سؤال مألوف يلخص فلسفه الحياة وهو كيف ستقضى عطلة نهايه الاسبوع ...حتى فكرة الايمان بشكل فعلى لمستها بين المرضى الذين يتقبلون حقيقه مرضهم ونسب الشفاء ...وكنت اتعجب من حالنا فى الشرق وفكرة الايمان الذى ندعيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق