الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

حائرات ...

لا حيلة لى سوى تصديق  قصص  أمى قبل  النوم كل ليلة  تمسك يدى مابين غفوتى وصحوى تقسم أننا سوف نجتمع معا مرة أخرى انا وهى وأبى ،تحكى عن رحلات الصيف معا ،تلمس كفى الصغيرة وتقول سوف يمسك بها ويصطحبك  أول يوم فى المدرسة ،اتذكر كل الرسائل التى كنت أحفظها  لانقلها له فى موعد لقاءنا ، محاولات استجداء لعودته مرة أخرى ،ومرت الأيام وأقترب يوم المدرسة وجاء صيف وراءه أخر، ولم يشهد البحر حضور أبى وظل كفى حائرا متعرقا  أول يوم فى  المدرسة ،ذهبت وحدى تثقل ظهرى  حقيبه الهم والخوف وبعض الدفاتر والأ لوان التى أكتفى بأرسالها، والأن  وبمرور أعوامى الثمانيه تحولت رغما عنى الى أم بديله لطفل أمى الصغير  من ذلك الكائن الذى يدعى زوج أمى ..
فى كل ليله تراودنى صورتها ،تعتذر تطلب منى أن أسامحها لانها غادرت وتركتنا ..أنا واخوتى ، بعد وفاتها فتحت خزانتها ..اتنسم رائحتها التى غابت ..على الرف العلوى ثياب حريرية وعطور لم تمس جسدها ...كانت تتجسد الوهم الأكبر وتحلم بعودته  ،وعندما عاد توسلت اليه أن يبقى معنا ..ركعت تحت قدميه ..فما كان منه الا أن ألقى عليها يمين الطلاق ..فقدت المسكينة وعيها ..فى لحظة ..كرهت هذا الرجل لفظته من عقلى وقلبى ...قررت يومها أن اقيم احتفالا لأمى لخلاصها ..كرهت ضعفها ..كم كنت أتمنى أن اهبها بعضا من قسوتى التى  ورثتها منه ...كانت تبكى ليل نهار ..أصرخ فيها ..لا يستحق دموعك .رحل وتركنا ..سافرت تبحث عنه قررت انه حتما سيعود ...ولكن  بكل قهر النساء ..عادت جثة هامدة ..
دائما يتعجبون ...ينتقدون ...يتساءلون ..ولكن لا أحد منهم يسأل نفسه عن الأسباب ..كلما أرهقنى التفكير وأجهدنى جسدى ..تأخذنى قدماى ناحية المطبخ ...أشعل الفرن... يزيد من حرارة  جسدى ..أغمس يداى فى العجين البارد  ....يأخذنى الوقت ..تنتشر رائحة الخبز ..انتشل تلك الاصنام التى صنعتها ... أزينها ..أفقد شهيتى فى تذوقها ...يكفينى منها ..أرهاق قد يستدعى النوم الذى فارقنى منذ سنوات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق