الخميس، 17 يوليو 2014

تذكرة العودة

يقولون ان الرجل يقع فى الحب من اول نظرة ...لان اول ما يجذب اهتمامه هو جمال المرأة ...انما المرأة فلا تعترف بقصه النظرة الاولى ..لان اعجاب المرأة يبدأ بفكرة ..

نظارة ذهبية مدمغة بحرفين ...قميص انيق ..وحذاء لامع ...بضع كلمات للسائق دللت على وجهته ...بلدته ومسقط رأسه ...بجوار النافذة ..اطل بعينيه لايرى غيرصورتها ..على  زجاج السيارات ..على واجهة البنايات ...يردد اغنيه كاظم " علمنى حبك سيدتى "..عيناها ترافقه ...تسكن خياله   ..تراقبه ..ترسل اشواقا ...تزيده توقا اليها ...
وصل الى داره ...خلع ملابسه وارتدى جلبابه الواسع ..وساقته  قدماه الى مكانه المفضل  .... ذلك المكان الذى شهد اغلب محطات حياته  ..جلس تحت الشجرة يرقب اعوامه الخمسين كيف مضت .. نجاحاته ..اخفاقاته ...صحته وعلته ..مطلقته واولاده ...وكانت عيناها ..  تطل بابتسامه تشبه قطعه السكر تذهب بمرارة الايام التى تعلق بذاكرته كلما اجتر سنوات عمره  الراحلة ...امسك عودا خشبيا ..قبله وبدأ يكتب ابياتا ...يترنم ..يتغزل فى نبع العسل الدافق الذى ينتظره ....انهى قصيدته ..هاتفها ..
نظارة شمسية ...قارورةعطر خلابه ..فستان جديد  ...تذكرة قطار بجوار النافذة ..ذهاب وعودة ..سنوات عمرها التى تخطت الثلاثين بقليل ...ديوان شعر بين يديها تقرأه ربما للمرة الالف ...ترى  صورتها بين حروف الكلمات ...تسمع صوتها  يعلو تارة ..ويهمس تارة  ..هادىء ..حزين ...ضاحك ...مثير ...صاخب ..ينقله وصف الابيات
جاءها صوته على الهاتف  ...تواعدا ..قالت انت معى ..كلماتك لا تفارقنى ...
قال : ملهمتى ...كل بنات افكارى ...حبيبتى
اغلقت الهاتف ...عادت الى ديوانه فتحت احدى الصفحات ...قرأت على مهل ...تحت عنوان ملهمتى ...اخر سطر ..
لكن بنات الافكار لا يحملن ولا ينجبن ...لا
سكتت ...وصل القطار فلم تغادره ...اغلقت الهاتف جلست بجوار النافذة معها تذكرة العودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق