الجمعة، 8 نوفمبر 2013

الفرح ..

اقف امام المرآة انظر الى نفسى وانا ارتدى ربطه العنق ...واحاول ان ابدو مهندما لان اليوم مناسبه عائليه مهمة  ...الجميع مشغول بتجهيز نفسه ..امى وخالاتى وبناتهن واخواتى ..صوت الموسيقى يبدو  كخلفيه لحركاتنا السريعه جميعا حتى نكون جاهزين فى خلال ساعه للنزول الى الشادر المقام فى الشارع بمناسبه حفل زواج والدى ...نعم والدى الزوجة رقم 9 ....وكلمة خالاتى التى اشرت اليها سابقا تعنى زوجاته الاخريات ..
هاهو ابى يكمل عدد زوجاته الاربعه بالعروس الجديدة ..مطلقه صغيرة لديها طفله _ فى عمر ابنته ...
فى هذا البيت انا على ابن جواهر ...ربما شاءت الاقدار ان انهى دراستى الثانويه واذهب الى الجامعه والتحق بكليه التجارة وهذا شىء لا يتكرر فى هذا البيت الا مع الاناث فقط ...ولاننى كنت طفل صاحب مرض ومصاب بالربو نجوت من العمل فى المقاولات مثل باقى اخواتى الذين تركوا الدراسه بعد الاعداديه او بالكاد حصل بعضهم  على دوبلوم التجارة والجميع يساق سوقا الى اعمال المبانى والحديد والاسمنت فى امبراطوريه المعلم ابورضا ...
امبراطوريه عجيبه سواء كان فى حياتنا الاسريه او العمليه ...فوالدى يمتلك عدد كبيرة من العقارات اغلبها مكتوب باسم خالتى ام مصطفى  ...وهذه ليست زوجته الاولى او حتى الثانيه ...ولكنها الوحيدة التى حظت بملكيه بعض العقارات ..وهى الوحيدة التى لها كلمه مسموعه على باقى الزوجات واولادهن ...نعيش فى احد هذه العقارات فى عمارة مكونة من خمسه طوابق وكل واحدة تسكن فى طابق ويسكن معنا ايضا بعض اخوتى الذكور المتزوجون ....ولكن لتكون  ساكن فى هذه العمارة فانت غير مسموح لك ان  تغلق باب شقتك  او تتمتع باى خصوصيه الا وقت النوم فقط ...باقى الوقت جميع من فى البيت يستيقظون على صوت ابى الساعه السادسه صباحا امر  يشبه النفير فى النظام العسكرى لا احد يستطيع مخالفته ...الاخوة الذكور يذهبون معه الى العمل والبنات الى مدارسهن او كلياتهن والباقى يقمن باعمال المنزل ...مع بقاء الاطفال والرضع فالبيت فيه جميع الاعمار ...
من الامور الغريبه التى اذهلتنى منذ زمن واتذكرها دائما اننى فى طفولتى بعد  المدرسه ذهبت الى بيت احد اصدقائى بالقرب من المدرسه ودخلت معه الى بيته وفوجئت به يغلق الباب بعد دخولنا ولم يكن هذا امرا معتادا بالنسبه لى ..
الزغاريد تملأ البيت والجميع ينادى بالتعجل والنزول ....
زحام والوان براقه واضواء تملأ الشارع وابى يقف يتقبل التهانى بجلبابه الابيض ...الف مبروك يامعلم
المشهد متكرر ولم يعد يعنى لى شىء وكنت اتساءل مع نفسى د ائما هل انا احب هذا الرجل ..هل هو رجل طيب ام انه رجل ظالم ...لا يشبع كل شىء فى هذا البيت قابل للتغيير والابدال والاحلال ...فمن تموت من زوجاته يأتى بغيرها ...ومن يتزوج من ابناءه يسكن معنا واذا بدرت منه اى مشكله او ارتفع صوته يرحل فورا ويطرد من البيت ويسكن اخوه مكانه ...فالعائله كبيرة وكل واحد يريد ن تكون له حياة ولكن لا احد يستطيع ان يشكل حياته بعيدا عن المعلم ابو رضا ...حتى  انه حدث يوما ان احدى اخواتى تخرجت من كليه العلوم وعملت وتزوجت وتنفست الصعداء بخروجها من البيت ولكن لحظها السىء مات زوجها بعد شهرين فى حادث فعادت الينا لتضع حملها وتتزوج غيره ...لا مكان فى هذا البيت للمشاعر ...ولا المس اى حزن لفراق اى شخص لان الحياة تسير بشكلها الاعتيادى ومن يذهب يأتى غيره ...
الامر اشبه بكتل النار تحت الرماد ..فالكل صامت يتحين الفرصه فقط يعرفون بظلم الاب ولان اغلب مايملكه  مكتوبه باسم خالتى ام مصطفى ...هى فقط من تملك حق توقيع اى اوراق ...فالبعض يقسم انه سوف يقطعها هى واولادها لو مات المعلم وقامت باى حركة نذاله كالطرد او الحرمان او غيره ...اما انا فيغلب على الظن ان الجميع هنا ظالمون ليس ابى فقط ..حتى ..امى التى قبلت ان تتزوج من رجل يكبرها وسبق له الزواج اكثر من مرة ...
اشتعل الفرح ورائحه الدخان والحشيش وجمع النقطه ..يصدح بها مطرب شعبى بصوت من انكر الاصوات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق