الأحد، 10 نوفمبر 2013

حادث طريق

ماعدت أعرفنى ..مثل   قطعه ملابس قديمه ومستعمله نسيها  أصحابها فى أعلى الخزانه دون أى  اهتمام او مراعاة للمشاعر ...كل يوم أنتظر  ذلك الضوء الذى يمر من خلال فتحه الباب وأترقب ...لا لمسه حانيه ..لا  نظرة تطل على ...لا  سؤال عن حالى ...لا  محاوله اقتراب لكى الملم جرحى ...جرحى الذى كان السبب فى الوصول الى ما أنا عليه الآن ...حادث طريق غير مجرى حياتى   ..اعتقدت وقتها أن هناك حل لعلاجى ولكن  بكل قسوة تركونى وحدى ...اعاشر  الاهمال
تعجبت  ان وجودى بلا معنى  .. لا  أحد حاول مساعدتى كى أعود الى الحياة مرة أخرى ...
لا احد حاول ان ينفض عنى تراب الهم العالق فى صدرى ...كل مايدور فى ذاكرتى   وانا انزف بضع كلمات تنم عن الضيق...اوووه هذا ليس وقتك ...
 وتعاودنى ذكرى  اول لقاء جمعنا  ... نظرات الاعجاب ..لمسات الحنان ...الرغبه الشديدة أن نكون معا .. رذاذ العطر يلفحنى ...لحظات الاعتناء بى قبل  نومى بطريقه تليق بى
كل هذا كان يدور فى مخيلتى وانا القى دون اى اهتمام خارج المنزل ..اخذتنى السيدة التى تعمل بالمطبخ واحتضنتنى بكل قوة ورغم ان رائحه البصل تفوح منها ..الا أن دقات قلبها كانت ترقص من الفرح ...تنظر الى  بكل اهتمام ومن فرط سعادتها قبلتنى ...قررت ان تصلح ما أفسده الدهر وان تلملم جرحى  وتساعدنى على التئام   انسجتى ..حتى أصبح فى حالة معقولة قبل لقائى بأبنتها الوحيدة ...كم كانت سعادتى غامرة بعد شفائى على يد هذه السيدة الحنون وكم كان أحساسى بالفخر عندما قابلت ابنتها التى لم تصدق انها سوف ترتدينى وتذهب الى الجامعه  فى ثوب جميل مثلى  ...واخيرا عرفت معنى العشرة التى لم تعرفها صاحبتى التى دفعت ثمنى غاليا واشترتنى لتلقى بى مع اول حادث طريق ....قصه حياة قطعه ملابس مستعملة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق