الجمعة، 5 يوليو 2013

عرب ام فراعنه

أن الفراعنة ليسوا أسلاف المصريين الحاليين, فلا اللغة هي اللغة
ولا الثقافة هي الثقافة ولا الدين هو الدين ولا الدم هو الدم, هذا على افتراض أن
الفراعنة أمة من الأمم فكيف والحال أنهم ليسوا سوى مجموعة من الأسر
الملكية التي حكمت مصر القديمة حكما مستقلا قبل أن يتم احتلالها من قبل
اليونان والرومان والفرس وغيرهم.وفي تلك المرحلة من تاريخ مصر المستقلة كان يحمل حاكم مصر المستقل لقب
“فرعون” بينما كان يحمل حاكم مصر المعين من قبل سلطة الاحتلال بعد ذلك
لقب المقوقس.وقد حافظ حكام مصر المستقلة على هذا اللقب الملكي كما حافظ غيرهم من
الفرس والروم والمسلمين على ألقابهم الملكية على اختلف أسرهم ودولهم
وأزمنتهم.ومثلما أنه لم يكن يطلق على عامة سكان الدولة الفارسية “أكاسرة” أو على
عامة سكان الدولة الرومانية “قياصرة” أو على عامة سكان الدولة الإسلامية ”
خلفاء” كذلك لم يمكن يطلق على عامة سكان الدولة الفرعونية “فراعنة” في أي
وقت من الأوقات, ولم يرد ذكرهم بهذه التسمية لا في الأسفار المقدسة ولا في
المصادر الأخرى وإنما كانت تتردد في تسميتهم بين الأقباط والمصريين.وهنالك شيء آخر هام جدا تتحفنا به النقوش الملونة والحفريات والموميات حين
تأكد أن المصريين القدامى كانوا أصحاب بنية قوية وقامات طويلة وأفواه عريضة
وشفاه غليظة وكانت لهم بشرة سمراء ضاربة إلى السواد, وهي سمات بعيدة
عن سمات الشعب المصري الحالي باستثناء النوبيين الذين لا نستبعد أن يكونوا
أحفاد السكان الأصليين, كما لا نستبعد انتماء بعض الأسر الفرعونية القديمة
إليهم.أما عامة الشعب المصري اليوم فهم أبناء الهجرات الكبرى إلى وادي النيل,
وحصيلة التمازج بين تلك الأعراق.ومن أضخم تلك الهجرات وأشدها تأثيرا وتميزا وبقاء هجرة القبائل العربية التي
سبقت الفتح العربي الإسلامي لمصر وزامنته واستمرت بعده قادمة من الجزيرة
العربية والعراق والشام, ولم تكن هجرة أسر -كما قد يتصور البعض- ولكنها كانت
هجرة قبائل وبطون بأكملها, من استقر منها في سيناء وريف مصر وصعيدها ظل
محتفظا بنسبه, ومن انتقل للعيش في المدن الكبرى حول الدلتا أنسته المدنية
نسبه كما هو الحال في باقي الأقطار العربية.

كتب مفيدة وذات صلة بالموضوع:كتاب عروبة مصر من قبائلهاكتاب التاريخ الكاذب للفراعنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق