انا والخيل

بعض الاشخاص فى حياتنا علامات لا تمحى ..بصمات مميزة ..لا نستطيع ان نبتعد عنهم او لا نلحظ غيابهم ..قد لا يكونوا محورا اساسى ..فى ايامنا الا ان وجودهم مثل الهواء لا نراه ولا نستطيع ان نعيش بدونه 
اتذكر عندما كنت طالبه فى الجامعه واسكن فى دار الطالبات كانت لى جارة فى السكن طالبه فى كليه الحقوق ..كل يوم تستيقظ مبكرا جدا ..وتقوم بعمليه تنظيف لغرفتها بشكل كامل ومرهق يوميا الا انه كانت هذه عادتها وكانت تملك صوتا رائعا يشبه صوت فايزة احمد وتحفظ كل اغانيها وتنسى نفسها اثناء عمليه التنظيف وترفع صوتها بالغناء ..ياغالى على ياحبيببى يا اخويا ...او بيت العز يابيتنا ..وكان تحب خطيبها بشكل وهمى وتعد الايام حتى تنهى دراسه الحقوق الكئيبه والممله والتى فى نظرها دون جدوى حتى تتزوج ..

ربما جمال صوتها كان يجعلنا نتغاضى عن ازعاج عمليه التنظيف وانا عن نفسى كنت استمتع بالحديث اليها وسماع صوتها جدا ..كنت ارى كتب كليه الحقوق الضخمه جدا عندها ..واتمنى ان اقرأها ..اما هى فتتمنى التخلص منها ومن حملها الثقيل فهما وحملا ..صور الشخصيه المصريه الجميله البسيطه الضاحكه ..التى تملأ الدنيا حولها انغاما وطربا ..لا تقاوم علاقتك بمثل هذه الشخصيات لانها نادرة فعلا ..ربما مرت سنوات طوال لا ارغب فى معرفه عددها الا ان الصوت مازال له اثره فى ذاكرتى ..مع احساس النظافه الذى كانت تفرضه يوميا ..بشكل مميز
كلما قرات بعض مما تكتبين تذكرت صديقتى وصوتها الرائع ..تذكرت معنى ان تتعرف على انسانه مصريه بمعنى الكلمه ..ان تتواصل مع الاحساس والدفء فقط لان لنا لغه نفهمها معا وتميزنا ..انا لا اهتم اين انت ..المهم هو انه لك مكان فى حياتى ولك تأثير فى وجدانى ومشاعرى ولك نفس البصمه المميزة لهؤلاء الاشخاص الذين اتحدث عنهم